في مدينةٍ تضجّ بالحياة مثل «بغداد»، لا تزال بعض الزوايا تختبئ فيها حكايات مُوجعة لفتيات وجدن أنفسهن عالقات في فخاخٍ رقمية لا ترحم. ومع كل رسالة تهديد وكل صورة مسروقة، كانت مخاوفهن تكبر. لكن هذه المرة، لم يطُل الظلام، إذ نجحت «الأجهزة الأمنية العراقية» في كشف عصابة «الابتزاز الإلكتروني» التي حوّلت حياة ضحاياها إلى جحيم صامت.
وفي التفاصيل، كشفت «قيادة شرطة الكرخ/مديرية مكافحة إجرام الكرخ»، تفاصيل اعتقال شبكة تستدرج وتبتز «الفتيات» عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
قالت القيادة في بيان: إنه «ضمن الجهود الأمنية المُستمرة لقيادة شرطة بغداد الكرخ في مُلاحقة مُرتكبي الجرائم الإلكترونية وحماية الفتيات من الاستدراج والابتزاز، تمكنت مفارز قسم مكافحة إجرام المحمودية من إلقاء القبض على مُتهم استدرج فتاة إلى محافظة أخرى بعد إيهامها بوعود كاذبة».
وأضاف البيان: أنه «خلال عملية نوعية نفذّها الفريق المختص، نجحت المفارز في كشف شبكة كاملة تعمل على استدراج الفتيات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وإقناعهن بترك عوائلهن بحجج واهية، مُستغلين ظروفهن الاجتماعية والنفسية».
وأوضحت قيادة شرطة الكرخ، أنه «تم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المتهمين، وفتح تحقيق مُوسّع للوصول إلى بقية أفراد الشبكة».
من ناحية أخرى، في مشهد يُجسّد تصاعد المواجهة مع الفوضى الرقمية، دفعت «الداخلية العراقية» بثُقلها نحو حملة وطنية واسعة، مُستهدفة «صفحات التشهير» التي تحوّلت إلى منصّات لبث الإساءات وابتزاز الرأي العام على مواقع التواصل.
وفي التفاصيل، كشفت «وزارة الداخلية العراقية»، عن اتخاذ الإجراءات بحق أكثر من (100) صفحة تُمارس «التشهير» على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال رئيس دائرة العلاقات والاعلام بالوزارة، «العميد مقداد ميري»، في بيان: إن «مديرية الجرائم المعلوماتية في وكالة الاستخبارات تمكنت من تفكيك (12) شبكة احتيال مالي و(50) شبكة ابتزاز الكتروني خلال الستة أشهر الماضية».
وأضاف مقداد ميري: أن المديرية «اتخذت أيضًا الإجراءات القانونية بحق (101) صفحة تُمارس التشهير على مواقع التواصل الاجتماعي خلال المُدة المذكورة».
من جهة أخرى، في خطوة تعكس تصاعد الحرب على «الفوضى الإلكترونية»، أعلنت «وزارة الداخلية العراقية» إغلاق (273) حسابًا على منصات التواصل الاجتماعي، في حملة واسعة تهدف إلى «ضبط المحتوى المُخالف وحماية المجتمع من موجات التحريض والتضليل».
وقالت الوزارة في بيان: «بُناءً على توجيهات وزير الداخلية، وفي إطار جهود وزارة الداخلية لحماية الأمن المجتمعي ومكافحة المحتوى المُهدِّد للسلم العام، تمكنت مديرية الأمن السيبراني بالتنسيق مع نقطة الاتصال الوطنية من غلق (273) حسابًا على منصّات التواصل الاجتماعي».
وبحسب البيان، تنوّعت تلك الحسابات «بين نشر معلومات مُضلِّلة، والتحريض على العنف، والتأثير السلبي على استقرار المجتمع».
على جانب آخر، في سياق الحفاظ على أمن وسلامة «الأطفال»، أصدرت «وزارة الداخلية العراقية»، تحذيرًا عاجلًا يُحذّر الأهالي من بعض «الألعاب الإلكترونية» التي قد تُشكّل تهديدًا لصحة وسلامة أبنائهم. يأتي هذا التحذير في وقت يكثر فيه استخدام التقنيات الرقمية بين الصغار، وهو ما يتطلب يقظة واهتمامًا خاصًا من الآباء.