حوض النيل

الجيش السوداني يقطع الطريق على هجوم «الدعم السريع» في بابنوسة

الأربعاء 26 نوفمبر 2025 - 05:23 ص
مصطفى عبد الكريم
حرب السودان
حرب السودان

في قلب صراع لا يهدأ، عاد لهيب المواجهات ليشتعل من جديد، بعدما أعلن «الجيش السوداني» أنّه قطع الطريق على هجوم لقوات «الدعم السريع» في بلدة «بابنوسة» الاستراتيجية بولاية جنوب كردفان، في خطوة تعكس احتدام المعارك واتساع رُقعة التوتر في إقليم يزداد غموضه يومًا بعد يوم.

تصعيد مُفاجئ عقب الهُدنة

وفي التفاصيل، كشف «الجيش السوداني»، عن نجاح قواته في صد هجوم شنته «قوات الدعم السريع» على «بابنوسة»، وذلك بعد يوم واحد فقط من إعلان وقف إطلاق النار لمُدة ثلاثة أشهر.

وأفاد الجيش السوداني، في بيان رسمي، بأن قواته تمكنت من «صد محاولة هجوم» شُن فجر الثلاثاء على قاعدة للمشاة في بلدة بابنوسة، التي تعد آخر معاقل الجيش في ولاية غرب كردفان.

ضربة مُوجعة للدعم السريع

وقال الجيش السوداني، في بيانه، إنه كبّد المُهاجمين «خسائر فادحة في الأرواح والعتاد» واستولى على عدد من المركبات القتالية ودمر أخرى، كما قتل «عددًا من قادة المليشيا الميدانيين والمئات من المرتزقة».

جاء هذا الهجوم بعد إعلان «قوات الدعم السريع»، يوم الإثنين الماضي، وقف إطلاق النار «استجابة للجهود الدولية، بما في ذلك مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووسطاء» من المجموعة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر.

بابنوسة مركزًا لوجستيًا

وتكتسب بلدة «بابنوسة» أهمية إستراتيجية كبيرة حيث تقع على طريق سريع يربط منطقة كردفان بإقليم دارفور، حيث خسر الجيش السوداني الشهر الماضي آخر قاعدة له في مدينة الفاشر لصالح قوات الدعم السريع.

ووصف وزير الإعلام في الحكومة، «خالد العيصر»، إعلان قوات الدعم السريع بأنه «لا يتجاوز كونه مناورة سياسية مكشوفة»، وذلك بعد أيام من اتهام قائد الجيش، «عبد الفتاح البرهان» للمجموعة الرباعية بـ«التحيز».

فشل دبلوماسي مُستمر

وأعلن المبعوث الأمريكي إلى إفريقيا، «مسعد بولس»، أمس الثلاثاء، أن كلا الجانبين رفضا أحدث مقترح للهدنة، في استمرار لمسار الدبلوماسية «الفاشل» الذي يُميّز هذا الصراع منذ عامين.

وتزايد الاهتمام الدولي بالصراع منذ سيطرة «قوات الدعم السريع» على الفاشر الشهر الماضي بعد حصار دام (18 شهرًا)، وسط تقارير عن ارتكاب فظائع واحتمال وقوع إبادة جماعية. وتُحذّر «الأمم المتحدة» من أن أنماط عنف مُشابهة بدأت تظهر في «كردفان»، مما يُهدد بتوسع رُقعة الصراع.

السودان يترك محفلًا دوليًا في خطوة احتجاجية ضد الإمارات

على جانب آخر، بينما كانت الأنظار مشدودة إلى محفل دولي هام، خرج «السودان» عن المتوقع، ليترك خلفه تساؤلات حول ما يجري خلف الكواليس. مع تصاعد الخلافات الإقليمية، يبدو أن العلاقة مع «الإمارات» دخلت مرحلة حساسة قد تكون لها تداعيات أكبر مما يبدو.

السودان ينسحب من دورة الأمم المتحدة

وفي التفاصيل، انسحب وفد السودان من أعمال الدورة الـ26 للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة المُنعقدة في «الرياض»، مُقاطعًا التصويت على اعتماد المرشحة الإماراتية «شيخة النويس» أمينًا عامًا للمنظمة.

وجاء انسحاب الوفد السوداني عقب إلقاء وزير الثقافة والإعلام والسياحة، «خالد الإعيسر»، كلمة بلاده أمام الجمعية العامة، حيث غادر الوفد القاعة مباشرة قبل انعقاد الجلسة الثانية المخصصة للتصويت.

وأفادت وكالة السودان للأنباء «سونا»، بأن الوفد انسحب «تأكيدًا لموقف السودان الرافض لاختيار رئيس للمنظمة من دولة الإمارات العربية المتحدة».

تصريحات وزير الثقافة والإعلام والسياحة السوداني

وفي كلمته، ذكر «الإعيسر» أن الدمار المُمنهج الذي أصاب قطاع السياحة في بنيته التحتية والفوقية «جاء نتيجة لاعتداءات ميليشيا الدعم السريع المدعومة من قوى إقليمية وخارجية»، مُشيرًا إلى أن «هذه الدول أسهمت في تمويل وتغذية آلة الحرب التي دمرت مقدرات الشعب السوداني وبلاده، التي تُعد من أكثر الدول امتلاكًا للمقومات السياحية والمعالم التاريخية والحضارات القديمة والمحميات الطبيعية».

وقدّم وزير الثقافة السوداني شكر بلاده للمملكة العربية السعودية، قيادةً وحكومةً وشعبًا، على تنظيم واستضافة أعمال الدورة الـ26 للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، مُثمّنًا عُمق العلاقات بين البلدين، مُضيفًا أن الخرطوم تغتنم مثل هذه المحافل «لإيصال رسائل إلى دول العالم كافة لحثها على الوقوف إلى جانب السودان وشعبه ومناصرة قضاياه العادلة».

شيخة النويس أول امرأة أمينًا عامًا

يُذكر أنه خلال الجلسة الثانية من أعمال الدورة الـ26، جرى اعتماد المرشحة الإماراتية «شيخة ناصر النويس» أمينًا عامًا لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة للفترة 2026–2029، بموافقة غالبية الدول المشاركة، وذلك بعد ترشيحها في مايو الماضي من قِبل المجلس التنفيذي، حيث استكملت جميع مراحل الترشح والانتخاب وفق بروتوكولات المنظمة، لتُصبح أول امرأة في العالم وأول شخصية إماراتية تتولى قيادة المنظمة منذ تأسيسها قبل خمسين عامًا.

وتُعقد فعاليات الدورة الـ26 للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة في العاصمة السعودية الرياض خلال الفترة من (7) إلى (11) نوفمبر الجاري، تحت شعار: «السياحة المدعومة بالذكاء الاصطناعي: إعادة تعريف المستقبل». ويُشارك في أعمالها أكثر من (160) دولة يمثلها وزراء السياحة، إلى جانب ما يزيد على (300) هيئة متخصصة ومنظمة ذات صلة بالقطاع السياحي.

رئيس الوزراء السوداني يُنهي مهام مسؤول بالخارجية بسبب منظمة دولية

من ناحية أخرى، على الرغم من التحديات التي يُواجهها «السودان» في الساحة السياسية الدولية، يبدو أن رئيس الوزراء السوداني، «كامل إدريس»، قد قرر اتخاذ خطوة جريئة. فقد أنهى مهام أحد المسؤولين البارزين في «وزارة الخارجية»، وذلك بسبب ارتباطه بمنظمة دولية أثارت الجدل في الآونة الأخيرة. فما هي العوامل التي دفعت رئيس الوزراء لاتخاذ هذا القرار الصادم؟ وكيف سيُؤثر ذلك على علاقات السودان الدولية؟