جيران العرب

نتنياهو يدرس إقالة وزير الدفاع وسط تصاعد الأزمة العسكرية

الثلاثاء 25 نوفمبر 2025 - 10:10 م
هايدي سيد
نتنياهو
نتنياهو

يواصل المشهد السياسي والأمني في إسرائيل التوتر على وقع خلافات عميقة داخل المؤسسة العسكرية، دفعت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى دراسة إجراء تعديل حكومي واسع يشمل الإطاحة بوزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، وتعيين وزير الخارجية جدعون ساعر بديلًا له، في خطوة تُعد من الأكثر حساسية منذ اندلاع الأزمة الحالية داخل الجيش.

وبحسب ما نقلته قناة i24 الإسرائيلية، فإن نتنياهو يتحرك في اتجاه تغيير رأس الهرم الدفاعي، بعد سلسلة من الخلافات الحادة بين وزير الدفاع الحالي ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي. ووفق مصادر سياسية وإعلامية داخل تل أبيب، فإن هذه الخلافات وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، أثّرت بشكل مباشر على آليات التنسيق الأمني وإدارة العمليات العسكرية، الأمر الذي اعتبرته دوائر مؤثرة تهديدًا لبنية القيادة العسكرية في ظل الظروف الأمنية المعقدة التي تعيشها إسرائيل.

ويرى مراقبون في تل أبيب أن نتنياهو يسعى عبر هذه الخطوة إلى إحكام السيطرة على الملف الأمني وتحييد مراكز الخلاف داخل الحكومة، خصوصًا في ظل الانتقادات المتزايدة لطريقة إدارة العمليات في الميدان. ويُرجّح أن اختيار جدعون ساعر لتولي حقيبة الدفاع سيكون محاولة لإعادة ترتيب التوازنات داخل المجلس الوزاري الأمني المصغر، خاصة أن ساعر يعد من الشخصيات التي تتمتع بثقل سياسي وخبرة في الملفات الأمنية، إلى جانب دوره السابق في مؤسسات الدولة.

ويؤكد متابعون في الدولة العبرية أن نتنياهو يرى في ساعر رجل المرحلة، القادر على تهدئة التوتر داخل وزارة الدفاع وإعادة الانضباط لهيكل القيادة العسكرية. كما يتوقع أن يساهم التغيير المحتمل في إعادة صياغة أولويات العمل العسكري، وتوجيه المؤسسة الدفاعية نحو خطط أكثر انسجامًا مع سياسة الحكومة خلال المرحلة المقبلة.

ويأتي هذا التطور في ظل ضغوط داخلية متنامية، سواء من داخل الائتلاف الحاكم أو من الرأي العام الإسرائيلي، الذي يحمّل القيادة السياسية والعسكرية مسؤولية التعثرات التي شهدتها العمليات الأخيرة. كما تشير تقارير إعلامية إلى وجود حالة استياء داخل أجنحة الجيش من تدخلات سياسية تؤثر على مسار التخطيط العسكري.

وعلى الرغم من أن القرار لم يُحسم بعد، فإن تسريب نية نتنياهو إجراء التعديل الحكومي أثار موجة من الجدل في الأوساط السياسية الإسرائيلية، التي ترى أن استبدال وزير الدفاع في هذا التوقيت سيترك انعكاسات كبيرة على مستوى العلاقات بين الحكومة والجيش، وربما يفتح الباب أمام سلسلة تغييرات إضافية في المناصب القيادية إذا استمرت التوترات.

وفي الوقت الذي ينتظر فيه الشارع الإسرائيلي ما ستسفر عنه الساعات المقبلة، يبدو أن حكومة نتنياهو تتجه نحو إعادة هيكلة أمنية عميقة قد تغير معالم المرحلة المقبلة بالكامل، وسط ترقب داخلي وإقليمي لأي خطوة جديدة قد تؤثر على مسار العمليات العسكرية والقرارات الاستراتيجية.