أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في برقية رسمية وجّهها إلى الرئيس اللبناني جوزيف عون بمناسبة الذكرى الثانية والثمانين لاستقلال الجمهورية اللبنانية، أن الولايات المتحدة تنظر إلى هذه المناسبة باعتبارها محطة تعكس الهوية الوطنية اللبنانية ومسارها التاريخي، مشدداً على أن لبنان يقف اليوم "على مفترق طرق تاريخي" تتاح له فيه فرصة كبيرة لتعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي.
وجاء في رسالة الرئيس الأمريكي، الموجّهة باسم الشعب الأمريكي إلى نظيره اللبناني: "عزيزي السيد الرئيس، بالنيابة عن شعب الولايات المتحدة، أتقدم بأصدق التهاني لكم ولشعب لبنان بمناسبة الذكرى الثانية والثمانين لاستقلال بلدكم."
وأضاف ترامب، في البرقية التي بثتها وكالات الأنباء الدولية، أن يوم الاستقلال يمثل للبنانيين فرصة للاحتفاء بتاريخ بلدهم الغني، وما يتمتع به من تنوع ثقافي وحضاري يمتد لعقود طويلة.
وأشار إلى أن روح الشعب اللبناني كانت دائماً ركيزة الصمود في وجه التحديات التي مرّ بها لبنان خلال فترات عصيبة من تاريخه الحديث.
ووصف الرئيس الأمريكي المرحلة الراهنة في لبنان بأنها لحظة مفصلية تُحتّم على الحكومة اللبنانية اتخاذ خطوات جادة نحو الإصلاح والاستقرار. وقال: "إن لبنان موجود على مفترق طرق تاريخي، مع فرصة لرسم مسار نحو مزيد من الاستقرار والازدهار الاقتصادي للبنان وشعبه."
وفي رسالته، أشاد ترامب بالقرارات "الشجاعة" التي قال إن الحكومة اللبنانية اتخذتها خلال الفترة الماضية، موضحاً أن هذه الخطوات تمثل – من وجهة نظر واشنطن – بداية مسار قد يسهم في تحسين الوضع الاقتصادي وتخفيف الضغوط التي يعاني منها الشعب اللبناني.

كما أكد الرئيس الأمريكي تطلع بلاده إلى "تعميق الشراكة" مع لبنان خلال المرحلة المقبلة، مشيراً إلى أن العلاقة بين بيروت وواشنطن ترتكز على تعاون طويل الأمد في مجالات سياسية وأمنية واقتصادية. وأضاف: "أتطلع إلى تعميق الشراكة بين بلدينا بينما نسعى معاً لبناء مستقبل أكثر إشراقاً للأجيال القادمة."
وتعكس الرسالة – وفق مراقبين – اهتمام الإدارة الأمريكية بتوجيه رسائل دعم سياسي للحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة الرئيس جوزيف عون، خصوصاً في وقت تواجه فيه البلاد تحديات اقتصادية معقّدة وضغوطاً داخلية تتعلق بإعادة هيكلة المؤسسات وتعزيز الأمن.
كما يرى محللون أن حديث ترامب عن "مفترق طرق تاريخي" يرتبط بالتحولات التي يشهدها لبنان، سواء على صعيد إعادة بناء الدولة أو في ما يتعلق بالدور الإقليمي الذي يلعبه، خاصة في ظل تغيرات كبيرة في موازين القوى في الشرق الأوسط.
وتأتي هذه الرسالة في إطار سلسلة من الاتصالات الأمريكية التي تهدف – بحسب تصريحات سابقة لوزارة الخارجية الأمريكية – إلى دعم الاستقرار السياسي في لبنان، وتأكيد التزام واشنطن بمساندة الشعب اللبناني في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية.