كشف جهاز المخابرات العراقي عن مخاطبته وزارة الخارجية العراقية لمتابعة ملف المواطنين العراقيين الذين يسافرون للالتحاق بالقتال في الحرب الروسية الأوكرانية، وسط مخاوف من انخراطهم في الصراع وتأثير ذلك على الأمن الداخلي للبلاد.
ووفق مصادر رسمية عراقية، تأتي هذه الخطوة ضمن جهود الحكومة العراقية الرامية إلى مراقبة تدفقات المقاتلين الأجانب وحماية المواطنين من الوقوع في شبكات تجنيد مسلحة قد تستغلهم للقتال في مناطق النزاع.

وأوضحت المصادر أن المخابرات العراقية أكدت ضرورة التواصل مع الجهات الدولية والدبلوماسية، بما في ذلك السفارات العراقية في الخارج، لتقديم البيانات والمعلومات المتعلقة بالعراقيين المسافرين، ومتابعة تحركاتهم بشكل قانوني وآمن.
وقال مسؤول في جهاز المخابرات العراقي إن "التحركات تأتي ضمن إطار حماية الأمن القومي ومنع أي نشاط قد يعرّض العراقيين للمخاطر في مناطق النزاع، إضافة إلى رصد أي روابط محتملة بين هؤلاء المقاتلين وتنظيمات مسلحة أو جماعات إرهابية". وأوضح أن الجهاز يقوم بالتنسيق مع وزارة الخارجية لتسهيل تبادل المعلومات مع الدول المعنية، بما يضمن متابعة دقيقة وتحقيق أثر رقابي فعال.
ويأتي هذا التحرك العراقي في وقت تشهد فيه الحرب الروسية الأوكرانية استمراراً في جذب مقاتلين أجانب من مختلف الجنسيات، بينهم عدد محدود من العراقيين الذين يسعون للالتحاق بأحد الأطراف المتصارعة، لأسباب متنوعة بين الانتماء الأيديولوجي والرغبة في الخبرة العسكرية.
وتخشى السلطات العراقية من أن يؤدي انخراط هؤلاء الشباب في النزاع إلى تعريض حياتهم للخطر، فضلاً عن احتمالية عودتهم لاحقاً إلى العراق بمعدات قتالية أو معارف عسكرية تشكل تهديداً للأمن الداخلي.
وأكدت المصادر أن متابعة هذه الملفات تشمل إعداد قاعدة بيانات دقيقة للمواطنين العراقيين المسافرين للقتال في الخارج، ومراقبة الشبكات التي تقوم بتجنيدهم، بالتعاون مع أجهزة الاستخبارات الدولية، لضمان حماية العراق من أي تأثيرات سلبية على صعيد الأمن العام والمجتمعي. كما يتم تشديد الرقابة على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي التي قد تستخدم للترويج لتجنيد المقاتلين أو تحفيزهم على السفر إلى مناطق النزاع.
وتشير تقديرات أمنية عراقية إلى أن هذه الإجراءات تأتي ضمن استراتيجية شاملة للحكومة العراقية لضبط ملف المقاتلين الأجانب ومنع استغلال الشباب العراقي في صراعات دولية، مع التركيز على الجانب الوقائي والتوعوي عبر الحملات الإعلامية والدعوية.