أعلنت الحكومة الصومالية، اليوم الثلاثاء 25 نوفمبر 2025، مقتل أحد أبرز قيادات مليشيات الخوارج في عملية نوعية نفذتها القوات الخاصة التابعة لجهاز الأمن والمخابرات الوطني في الصومال، بمحافظة شبيلي السفلى جنوب البلاد.
وتمثل العملية الجديدة امتداداً لحملة عسكرية واسعة تنفذها السلطات ضد التنظيمات المسلحة التي تهدد الاستقرار الداخلي.
ووفق بيان رسمي نقلته وكالة الأنباء الصومالية، فإن العملية جرت في منطقة عمر بيري واستهدفت مجموعة مسلحة كانت تتحرك في محيط المنطقة. وأسفرت العملية عن مقتل القيادي البارز في المليشيات، ويدعى حسن سيدو حسين، إضافة إلى ثلاثة من حراسه الشخصيين الذين كانوا يرافقونه أثناء تحركه.
ويعد حسن سيدو حسين من أبرز الشخصيات المطلوبة لدى أجهزة الأمن الصومالية، نظراً لدوره المحوري في تصنيع المتفجرات وتجهيز العبوات الناسفة التي زرعتها المليشيات في عدد من الطرقات الحيوية خلال السنوات الماضية. وأفادت تقارير أمنية بأن حسين كان العقل المدبر خلف سلسلة من الهجمات بعبوات ناسفة، أدت إلى مقتل وإصابة مدنيين أبرياء، إضافة إلى استهداف دوريات أمنية ومنشآت حكومية.

وأكدت مصادر في جهاز الأمن والمخابرات الوطني الصومالي أن العملية العسكرية كانت "مخططة بدقة"، وجاءت بعد جمع معلومات استخباراتية موسعة حول تحركات القيادي المستهدف ومكان اختبائه. وأوضحت المصادر أن القوات الخاصة تمكنت من مباغتة المجموعة المسلحة قبل أن تتمكن من تغيير موقعها، ما أدى إلى تنفيذ العملية بنجاح ودون وقوع خسائر في صفوف القوات الحكومية.
ويأتي هذا التطور في إطار استراتيجية صومالية موسعة تهدف إلى تفكيك البنية التنظيمية لمليشيات الخوارج في محافظات جنوب ووسط البلاد، حيث تتمركز غالبية العناصر المسلحة وتشن هجمات ضد المدنيين ومؤسسات الدولة. وتشهد محافظة شبيلي السفلى خلال الأشهر الأخيرة تصعيداً عسكرياً واضحاً من قبل القوات الحكومية، بالتعاون مع القوات المحلية، بهدف تطهير القرى والمزارع من المسلحين المرتبطين بالتنظيمات المتطرفة.
وتشير تقديرات أمنية إلى أن مقتل حسن سيدو حسين قد يمثل ضربة قوية لقدرات المليشيات في مجال تصنيع المتفجرات، وهو ما قد يحد من قدرتها على تنفيذ هجمات تستهدف المدنيين والمناطق الحيوية في العاصمة مقديشيو والمناطق المحيطة بها. كما ترى الجهات الأمنية أن العملية ستسهم في تقليص قدرة المليشيات على التخطيط لعمليات نوعية خلال الفترة المقبلة.
وأكدت السلطات الصومالية أنها ستواصل عملياتها العسكرية والاستخباراتية ضد فلول المجموعات المسلحة، مشيرة إلى أن الأسابيع الماضية شهدت تصعيداً واضحاً في وتيرة العمليات، سواء عبر مداهمات برية أو ضربات دقيقة تستهدف مخابئ الأسلحة ومعاقل الخلايا الإرهابية.
وتجدد الحكومة الصومالية تأكيدها على المضي قدماً في مواجهة التنظيمات المتطرفة، مشددة على أن أمن البلاد واستقرارها يمثلان أولوية قصوى، وأن الحملات العسكرية ستستمر حتى القضاء الكامل على التهديدات التي تواجه السكان في عدد من الولايات والمحافظات.