يشهد قطاع الطيران في ليبيا مرحلة تحول مهمة بعد إعلان شركة «طيران البراق» الخاصة عن توقيع صفقة جديدة مع شركة «إيرباص» الأوروبية، لضم عشر طائرات حديثة من طراز «إيه 320 نيو» إلى أسطولها. وتمثل هذه الخطوة دفعة قوية لقطاع السياحة الليبي، الذي يسعى إلى استعادة عافيته وتعزيز موقع البلاد كوجهة واعدة في شمال أفريقيا.
وتأتي الصفقة مع «إيرباص»، وهي شركة تابعة للمجموعة الأوروبية للصناعات الجوية ومقرها فرنسا، لتؤكد رغبة ليبيا في تحديث منظومة النقل الجوي ورفع كفاءة خدمات الطيران على المستويين الإقليمي والدولي. وبحسب موقع «ترافيل آند تور وورلد» المتخصص في شؤون السفر، فإن إدخال هذا النوع من الطائرات سيُسهم في تحسين الشبكة التشغيلية لشركة «طيران البراق» وتوسيع نطاق خدماتها خارجيًا نحو أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.
تتميز طائرات «إيرباص إيه 320 نيو» بمواصفات تقنية تعزز كفاءة التشغيل، مثل انخفاض استهلاك الوقود وتقليل الانبعاثات الضارة، وهي عوامل تمنح «طيران البراق» ميزة تنافسية مهمة في منطقة شمال أفريقيا. ويعد هذا الطراز من أكثر الطائرات استخدامًا لدى شركات الطيران العالمية بفضل اعتماديته ومداه التشغيلي وقدرته على تقليل تكاليف التشغيل بنسبة ملحوظة.
وأشار تقرير «ترافيل آند تور وورلد» إلى أن دخول الأسطول الجديد الخدمة سيتيح للشركة الليبية فرصة توقيع شراكات استراتيجية مع شركات طيران دولية، مما يساهم في تعزيز موقع ليبيا على خارطة السفر الإقليمية، خصوصًا للمسافرين بغرض الأعمال أو الترفيه.

تخطط «طيران البراق» لتوسيع شبكتها داخل ليبيا لتشمل المدن الكبرى مثل طرابلس وبنغازي ومصراتة، إلى جانب تعزيز خطوطها نحو الوجهات الأوروبية الرئيسية، ودول الشرق الأوسط، إضافة إلى عدد من المدن الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء. وتأتي هذه التوسعات في إطار خطة شاملة لتحسين مستوى الخدمة وتسهيل حركة السفر من وإلى ليبيا.
وتشير التقارير الدولية إلى أن منطقة شمال أفريقيا تُعد من أكثر الوجهات السياحية جاذبية للسياح خلال السنوات الأخيرة، إذ تجمع بين المواقع التاريخية والشواطئ الممتدة والمناظر الطبيعية الفريدة. ويمثل تحديث أسطول «طيران البراق» خطوة تعكس ثقة الشركة في قدرة ليبيا على استعادة حضورها في سوق السياحة الإقليمي.
ورغم التطورات الإيجابية، ما يزال قطاع الطيران في ليبيا يواجه سلسلة من التحديات، أبرزها الوضع السياسي غير المستقر، والمخاوف الأمنية، إضافة إلى محدودية الاستثمار في البنية التحتية للمطارات. وتؤثر هذه العوامل بشكل مباشر في قدرة البلاد على جذب السياحة والاستثمار الأجنبي.
لكن التقرير الدولي أكد أن امتلاك طائرات حديثة من طراز «إيه 320 نيو» سيُمكّن «طيران البراق» من تقديم أسعار تنافسية على خطوط شمال أفريقيا، مما يعزز فرص ليبيا في أن تصبح وجهة جذابة بتكلفة أقل. كما سيسهم الأسطول الجديد في تعزيز جهود الدولة الليبية لتطوير قطاع السياحة والسفر، وتقليل الأثر البيئي عبر الاعتماد على طائرات منخفضة الانبعاثات.
ومع استمرار ليبيا في تحديث منظومة الطيران، يُتوقع أن تشهد السنوات المقبلة تحسنًا واضحًا في مستوى الخدمات الجوية، ما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة تدعم الاقتصاد الوطني وتعيد تنشيط السياحة بشكل تدريجي ومستدام.