المغرب العربي

“حرب هجينة” من روسيا ضد أوروبا على أرض ليبيا

الثلاثاء 25 نوفمبر 2025 - 04:28 م
غاده عماد
الأمصار

كشف معهد “روبرت لانسنغ إنستيتيوت” في تقرير تحليلي أن موسكو توسّع من استراتيجيتها للحرب الهجينة إلى ما هو أبعد من الأسلحة السيبرانية والطائرات بدون طيار، عبر السيطرة على شبكات الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات من شمال أفريقيا نحو أوروبا.

بحسب التقرير، يشير قائد الدفاع السويدي، اللواء ميكائيل كلايسون، إلى أن روسيا تستخدم مسارات غير شرعية عبر ليبيا لنقل المهاجرين والمواد المخدّرة نحو أوروبا، كجزء من استراتيجية ضغط سياسي وأمني.

وأشار المعهد إلى أن عدد المهاجرين الذين دخلوا أوروبا عبر ليبيا ارتفع بنحو 50% خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، بحسب بيانات “فرونتكس” وكالة حرس الحدود الأوروبية.

التقرير يربط هذا التوسع الروسي في مسارات الهجرة والتهريب بشبكات محلية في ليبيا، ويشير إلى أن موسكو تحاول استغلال ضعف البنية الأمنية وانتشار الميليشيات على الساحل الليبي لتعزيز نفوذها وتشتيت استقرار أوروبا.

من جهتها، يرى المعهد أن استفادة روسيا من تجارة المخدرات لا تقتصر على الربح المالي فحسب، بل تُستخدم أيضًا كأداة ضغط استراتيجي لتوطيد شبكات نفوذ، تمويل عناصر موالية، وإضعاف تنسيق دول أوروبا في مواجهة التهديدات الأمنية من موسكو.

ودعا التقرير إلى إشراك الدول الأوروبية والدول الأفريقية، بما في ذلك ليبيا، في تنسيق أمني ومراقبة مشددة على طرق الهجرة وتهريب المخدرات، إلى جانب تعزيز التعاون بين حلف الناتو والاتحاد الأوروبي لصد هذا النوع من الحرب الهجينة التي تقول روسيا إنها تشنها ضد الغرب.

 

إنقاذ 47 مصرياً شرق ليبيا وضبط عصابات تهريب وهجرة غير شرعية


شهدت المناطق الشرقية في ليبيا حملة أمنية موسعة أسفرت عن تفكيك تشكيل عصابي متورط في الاتجار بالبشر وتحرير 47 مهاجراً من الجنسية المصرية كانوا محتجزين في أوضاع لا إنسانية داخل أوكار تستخدمها شبكات تهريب البشر. وتأتي هذه العملية في وقت تؤكد فيه تقارير محلية ودولية وجود “تدفق واسع” لمهاجرين غير نظاميين إلى السواحل الليبية بهدف العبور بحراً نحو أوروبا.

وقال مصدر أمني ليبي مقرّب من سلطات شرق ليبيا، في تصريح لصحيفة عربية، إن عمليات تهريب المهاجرين عبر الأراضي الليبية “تزايدت خلال الأشهر الأخيرة بشكل لافت”، رغم الجهود الأمنية الواسعة التي تبذلها الأجهزة المختصة في كل من الشرق والغرب؛ مؤكداً أن العديد من البلدان المصدّرة للهجرة مطالَبة بالتحرك لمنع انتقال مواطنيها إلى الحدود الليبية عبر طرق غير شرعية.

وكشفت مديرية أمن أجدابيا في شرق ليبيا أنها نفذت عملية نوعية مساء الأحد عقب تلقي بلاغ من شاب مصري تمكن من الهروب من أحد أوكار العصابة. 

 

وقالت المديرية إن الشاب الذي يبلغ بداية العقد الثالث ظهر مرهقاً ومذعوراً وأبلغ الشرطة بأن مجموعة من المصريين والليبيين عرضوا عليه تهجيره بحراً إلى إيطاليا مقابل مبلغ مالي، ليتبين لاحقاً أنهم شبكة لخطف وابتزاز المهاجرين.

وأوضحت مديرية الأمن أنها تمكنت من مداهمة منزل قديم كان يُستخدم كموقع احتجاز، حيث تم ضبط أحد أفراد الشبكة متلبساً. وأسفرت المداهمة عن تحرير 14 مهاجراً مصرياً كانوا يعيشون في ظروف قاسية للغاية من سوء التغذية، والتعذيب، ونقص الرعاية.