أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه قبل دعوة من الرئيس الصيني شي جين بينج لزيارة بكين في شهر أبريل المقبل، في خطوة تأتي ضمن مساعي تعزيز العلاقات الثنائية بين أكبر اقتصادين عالميًا، ومناقشة الملفات الجيوسياسية والاقتصادية الحساسة التي تشغل كلا البلدين.
وجاءت الدعوة خلال مكالمة هاتفية بين الرئيسين صباح اليوم الإثنين، حسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، حيث تطرق الطرفان إلى مجموعة من القضايا الهامة، من بينها ضعف مشتريات الصين من فول الصويا الأمريكي، ومتابعة أوضاع الحرب في أوكرانيا، بالإضافة إلى مسألة تايوان التي تمثل نقطة توتر مستمرة بين القوى العالمية.
وأشار ترامب في منشور له عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعد المكالمة الهاتفية إلى أن الاتصال كان "مكالمة جيدة جدًا"، موضحًا أنه تم خلاله مناقشة عدد من الملفات المعقدة، مثل صادرات الصين من المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع الفنتانيل ومشترياتها من المنتجات الزراعية الأمريكية.
كما أكد الرئيس الأمريكي أن المكالمة جاءت كمتابعة مباشرة لـ "اجتماعنا الناجح للغاية في كوريا الجنوبية"، مضيفًا أن كلا الجانبين حققا "تقدمًا كبيرًا" في تنفيذ الالتزامات المتفق عليها خلال القمة السابقة.

ويذكر أن المكالمة الهاتفية بين ترامب وشي جاءت بعد أسابيع من القمة التي عقدت في كوريا الجنوبية، حيث تم التوصل إلى هدنة لمدة عام بين واشنطن وبكين، ألغيت خلالها العديد من الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على الصين، وكذلك الإجراءات الانتقامية التي اتخذتها بكين آنذاك. وكان هذا الاتفاق بمثابة مؤشر على رغبة الطرفين في تحسين العلاقات الاقتصادية وتقليل حدة النزاعات التجارية التي أثرت على الأسواق العالمية خلال السنوات الماضية.
وتعكس الدعوة الأمريكية إلى الصين وقرار ترامب بقبولها حرص الجانبين على تعزيز التعاون الاقتصادي والاستراتيجي، في وقت تواجه فيه المنطقة تحديات كبيرة، بما في ذلك توترات التجارة الدولية، وأزمات الطاقة والغذاء، والقضايا الأمنية في المحيطين الإقليمي والدولي. كما يأتي التحرك في إطار مساعي الولايات المتحدة لتأكيد دورها كلاعب أساسي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، والحفاظ على مصالحها الاقتصادية والأمنية في مواجهة التحديات الصينية المتزايدة.
من المتوقع أن تشمل زيارة ترامب إلى بكين سلسلة من الاجتماعات المكثفة مع المسؤولين الصينيين لمتابعة الملفات الثنائية، وتوسيع فرص التعاون في مجالات التجارة والطاقة والعلوم والتكنولوجيا، إضافة إلى بحث آليات التعاون المشترك في القضايا الدولية الملحة، بما يعزز الاستقرار في العلاقات بين القوتين الاقتصاديتين.
وتأتي هذه التحركات في وقت حساس تشهد فيه العلاقات الأمريكية الصينية تقلبات متعددة الأبعاد، مع استمرار التوترات حول القضايا الأمنية والاقتصادية، ما يجعل زيارة أبريل المقبلة خطوة محورية لتحديد مسار العلاقات بين البلدين في الفترة القادمة.