أكد رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك على ضرورة ألا يقوض أي اتفاق سلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا أمن بلاده وأمن القارة الأوروبية بشكل عام.
وجاءت تصريحات توسك خلال لقائه الصحفيين على هامش القمة السابعة بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي التي انعقدت في العاصمة الأنجولية لواندا يومي 24 و25 نوفمبر 2025، والتي ناقشت قضايا الأمن والتنمية والتعاون الاقتصادي بين القارتين.
وأوضح توسك، وفق ما نقلته قناة سكاي نيوز البريطانية، أن أي خطة لإنهاء النزاع الأوكراني يجب أن تُعزز الاستقرار والأمن في المنطقة، وألا تكون على حساب مصالح أوروبا الشرقية أو تهدد سيادة الدول المجاورة.
وأضاف أن إنهاء الحرب في أوكرانيا يجب أن يكون مدعومًا بإجراءات واضحة لضمان السلام المستدام، وليس مجرد اتفاق شكلي ينهي العمليات العسكرية مؤقتًا دون معالجة القضايا الأساسية المتعلقة بالحدود والسيادة والسيطرة على الأراضي.
ويأتي هذا التصريح في أعقاب اجتماع عقد يوم الأحد الماضي في جنيف بسويسرا، جمع مسؤولين من الولايات المتحدة وأوكرانيا والاتحاد الأوروبي لمناقشة خطة السلام الأمريكية المكونة من 28 نقطة، والتي تهدف إلى إيجاد حل سياسي للأزمة المستمرة منذ سنوات.
وأكد توسك على أهمية أن تراعي هذه الخطة مصالح جميع الأطراف، وأن تعكس التوازن بين الأمن الأوروبي وحماية سيادة أوكرانيا، بما يضمن استقرارًا طويل الأمد في المنطقة.

وتطرق رئيس الوزراء البولندي إلى أن الأزمة في أوكرانيا ليست قضية محلية فحسب، بل لها انعكاسات أوسع على أمن أوروبا والقارة الأفريقية، مشيرًا إلى أن الأزمات في أي جزء من القارة الأوروبية تؤثر بشكل مباشر على الاستقرار الأوروبي والعالمي.
وأكد أن بولندا ستواصل متابعة أي مفاوضات للتأكد من أن الاتفاق النهائي يعكس مصالح أمن أوروبا ويمنع أي تهديدات مستقبلية على حدودها أو على مصالح حلفائها الأوروبيين.
كما شدد توسك على أن بلاده تؤمن بأهمية الحوار والتعاون بين القوى الإقليمية والدولية، لكنه أشار إلى أن السلام الحقيقي لن يتحقق إلا إذا تم ضمان حماية الأمن الأوروبي وأمن الدول المعنية، بما في ذلك أوكرانيا وبولندا ودول الجوار، وهو ما يشكل محور الموقف البولندي في أي مفاوضات مستقبلية.
يُذكر أن القمة السابعة للاتحاد الأفريقي والأوروبي تناولت مجموعة واسعة من القضايا، من بينها الأمن الإقليمي، التغير المناخي، الاستثمار الاقتصادي، وتعزيز الشراكات بين القارتين، في ظل تحديات عالمية متزايدة.
ويأتي موقف بولندا كداعم قوي للأمن الأوروبي واستقرار شرق القارة، ويعكس أهمية إشراك الدول المعنية مباشرة في أي حلول سياسية أو اتفاقيات سلام.