أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاينر، اليوم الاثنين، أن أي خطة سلام موثوقة ومستدامة لأوكرانيا يجب أن تركز على وقف العنف وإنهاء الحرب، مع ضمان عدم فتح الباب لأي صراع جديد في المستقبل، مشددة على أهمية التوافق على عناصر أساسية تحقق سلاماً عادلاً ودائماً يحفظ سيادة أوكرانيا.
وأوضحت فون دير لاينر في بيان رسمي نشرته المفوضية الأوروبية أن هذه العناصر تشمل ثلاثة مبادئ رئيسية: أولاً، عدم جواز تغيير الحدود بالقوة، ثانياً، ضرورة ألا تُفرض على أوكرانيا قيود على قدراتها العسكرية تجعلها عرضة لهجمات مستقبلية، وثالثاً، التأكيد على الدور المركزي للاتحاد الأوروبي في ضمان السلام لأوكرانيا.
وأضافت أن أوكرانيا تحتفظ بحقها في اختيار مصيرها السيادي، مشيرة إلى أن الحكومة الأوكرانية اختارت التوجه الأوروبي الذي يشمل إعادة الإعمار، الاندماج في السوق الأوروبية الموحدة، والارتباط بالقاعدة الصناعية الدفاعية للاتحاد الأوروبي، وصولاً إلى الانضمام الكامل للاتحاد.
وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أن الاتحاد سيواصل العمل بتنسيق كامل مع أوكرانيا والدول الأعضاء و”تحالف الراغبين” والولايات المتحدة للمضي قدماً في مسار السلام، مؤكدة على ضرورة التقدم بشكل متزامن وكشركاء ملتزمين بنفس الأهداف، مع التركيز على تجنيب المدنيين أي مخاطر مستقبلية.

ولفتت فون دير لاينر إلى أن إعادة الأطفال الأوكرانيين الذين اختطفتهم روسيا يجب أن تكون جزءاً أساسياً من أي اتفاق سلام، واصفة هذه القضية بأنها أعمق جراح الحرب الأوكرانية. وأوضحت أن عشرات الآلاف من الأطفال لا زالوا محتجزين في روسيا، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي سيشارك مع أوكرانيا وكندا في استضافة قمة دولية لإعادة الأطفال إلى عائلاتهم، مضيفة أن الاتحاد لن يهدأ حتى يعود كل طفل إلى بيته.
كما شددت على أن السلام المستدام يتطلب حماية المدنيين، دعم إعادة الإعمار الاقتصادي والاجتماعي، وتعزيز البنية التحتية السياسية والأمنية، لضمان أن يكون المسار المستقبلي لأوكرانيا متوافقاً مع معايير الاتحاد الأوروبي ويمثل خطوة مهمة نحو الاستقرار الإقليمي والدولي.
تصريحات فون دير لاينر تأتي في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية التي أسفرت عن خسائر بشرية كبيرة وتهجير واسع النطاق، وتؤكد التزام الاتحاد الأوروبي بدعم أوكرانيا على جميع الأصعدة، بما في ذلك الجانب العسكري، الاقتصادي، والإنساني، لتحقيق سلام شامل ومستدام يحفظ الحقوق السيادية للشعب الأوكراني ويؤسس لمستقبل أكثر استقراراً في المنطقة.