أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الإثنين، بدء مناورات عسكرية واسعة على مستوى هيئة الأركان في هضبة الجولان والمناطق المحيطة بها، وذلك في إطار استعداداته لاحتمالات التصعيد والتعامل مع سيناريوهات حرب شاملة، في ظل التوترات الأمنية المتصاعدة على عدة جبهات.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن هذه المناورات تأتي ضمن خطة جاهزية وضعتها هيئة الأركان لتعزيز قدرات الجيش في مواجهة الهجمات المتوقعة، ولرفع مستوى التنسيق بين الوحدات الميدانية وغرف العمليات. وتشمل التدريبات محاكاة لعمليات انتشار عاجلة، والتحرك تحت نيران مكثفة، وإدارة المعارك في تضاريس معقدة تشبه طبيعة الجولان.
وتزامن الإعلان عن المناورات مع تقارير ميدانية أفادت عن تصعيد عسكري جديد في قطاع غزة. فقد ذكرت قناة "العربية" أن الجيش الإسرائيلي قصف المناطق الشرقية لمدينة خان يونس جنوبي القطاع، بالتوازي مع إطلاق قذائف صاروخية في محيط المدينة. وأوضحت القناة أن طائرات حربية إسرائيلية نفذت سلسلة غارات في مدينة رفح، بينما أطلقت الزوارق الحربية نيرانها باتجاه السواحل الجنوبية، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.

وفي سياق متصل، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، إن القرارات الأخيرة المتعلقة بإقالة عدد من كبار الضباط جاءت نتيجة الإخفاقات التي ظهرت خلال هجوم السابع من أكتوبر، مؤكداً أن تلك الإقالات ضرورية لإعادة بناء الثقة داخل المؤسسة العسكرية. وأشار إلى أن الجيش "فشل في أداء مهمته الأساسية" في ذلك اليوم، والمتمثلة في حماية المدنيين داخل إسرائيل، وأن المرحلة الحالية تتطلب إعادة تقييم شاملة للثغرات العملياتية والاستخباراتية.
وبحسب تصريحات زامير، فإن هيئة الأركان تعمل على تعزيز منظومات الدفاع والاستجابة السريعة والاستعداد لأي مواجهة مفاجئة، سواء في غزة أو الجبهات الشمالية. وأضاف أن المناورات الجارية في الجولان تمثل جزءاً من خطة أوسع لإعادة التأهيل العسكري وتعزيز جاهزية القوات.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية، خاصة مع استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة من جهة، وتزايد الهجمات المتبادلة بين الجيش الإسرائيلي والفصائل المسلحة في جنوب لبنان من جهة أخرى. ويُنظر إلى مناورات الجولان على أنها رسالة تحذير وإظهار قوة، في ظل توقعات إسرائيلية بأن تشهد المرحلة المقبلة سيناريوهات أمنية أكثر تعقيدًا.
ويتابع المجتمع الدولي بقلق الوضع في الأراضي الفلسطينية، خصوصًا بعد تزايد التوترات الميدانية في خان يونس ورفح، في حين تتواصل الدعوات الدولية لوقف التصعيد وتحقيق تهدئة مستدامة تفتح المجال أمام مسار سياسي يعيد الاستقرار للمنطقة.