جيران العرب

خطة سلام أمريكية مثيرة تغضب كييف وتثير خلافًا داخل الغرب

الإثنين 24 نوفمبر 2025 - 04:18 م
هايدي سيد
الأمصار

أعلنت الولايات المتحدة عن تعديلات واسعة في المقترح الذي تقدمه لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وذلك عبر ما وصفته بـ "خطة سلام شاملة" تتضمن 28 بندًا تمت صياغتها بمشاركة مسؤولين أمريكيين وشخصيات قريبة من الحكومة في روسيا.

 وقد أثارت هذه الخطة حالة من الجدل الحاد في كييف وعواصم غربية عدة، بسبب ما تضمنته من تنازلات كبيرة تميل لصالح موسكو.

ووفقًا للمصادر، فإن صياغة الخطة تمت دون مشاركة فعلية من الجانب الأوكراني، وهو ما فاقم مخاوف الحكومة الأوكرانية وحلفائها الأوروبيين.

 وأكد محللون في كييف أن البنود المقترحة تعكس بدرجة كبيرة "رؤية روسية" للحل، رغم تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بأن الوثيقة تمثل مبادرة أمريكية مدعومة بآراء من الطرفين.

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن المقترح يشكل "خيارًا مستحيلًا" يهدد سيادة الدولة وكرامتها الوطنية، وأبرز البنود المثيرة للجدل تشمل:

الاعتراف الضمني بسيطرة روسيا على القرم ودونيتسك ولوجانسك، وهو ما يشكل تنازلًا إقليميًا واسعًا، ويعني قبول الولايات المتحدة ودول أخرى بأن هذه المناطق باتت أراضي روسية بحكم الأمر الواقع.

انسحاب القوات الأوكرانية من الأجزاء المتبقية في دونيتسك مثل كراماتورسك وسلوفيانسك، وتحويل تلك المناطق إلى "مناطق منزوعة السلاح"، رغم أنها لا تزال تحت سيطرة كييف.

تجميد خطوط التماس الحالية في خيرسون وزابوريجيا، بما يمنح روسيا مكاسب ميدانية ثابتة.

حظر انضمام أوكرانيا للناتو عبر تضمين ذلك في الدستور الأوكراني، إلى جانب تعديل داخل الحلف نفسه يمنع ضم كييف مستقبلًا.

تحديد سقف الجيش الأوكراني بـ 600 ألف جندي فقط، وهو عدد أقل من حجم الجيش الحالي، مع منع أي وجود لقوات تابعة للناتو داخل الأراضي الأوكرانية.

منح وضع رسمي للغة الروسية داخل أوكرانيا، إضافة إلى الاعتراف بدور الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، وهو ما أثار مخاوف في كييف من محاولات التأثير على الهوية الوطنية.

التخلي عن ملاحقة روسيا قانونيًا بشأن الجرائم المرتكبة خلال الحرب، ما يحرم آلاف المتضررين من التعويضات أو المساءلة.

 

تتضمن الخطة بعض التعويضات لأوكرانيا، أهمها ضمانات أمنية أمريكية تشمل "ردًا عسكريًا منسقًا" في حال أي هجوم روسي مستقبلي.

 كما تنص على استخدام جزء من الأصول الروسية المجمدة في إعادة إعمار أوكرانيا، بينما يذهب الجزء الآخر لمشاريع أمريكية–روسية مشتركة.

كما تنص البنود على رفع تدريجي للعقوبات عن روسيا وفتح الباب أمام عودتها المحتملة إلى مجموعة G8.

ضغوط أوروبية وتراجع أمريكي

أثار الانحياز الملحوظ للبنود الروسية غضبًا في دول أوروبية مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، التي رفضت أي اتفاق لا يضمن مصالح أوكرانيا طويلة المدى. ومع تصاعد الضغوط الأوروبية والأوكرانية وأصوات رافضة داخل الكونجرس الأمريكي، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضرورة إدخال تعديلات جوهرية على مسودة الخطة، خصوصًا ما يتعلق بحدود أوكرانيا وقدرات جيشها.

ووصف رئيس الوزراء الأوكراني السابق أرسيني ياتسينيوك المقترح بأنه يمثل "استسلامًا تدريجيًا"، معتبرًا أنه يشكل نقطة بداية فقط يجب إعادة صياغتها بالكامل للوصول إلى اتفاق يحظى بقبول دولي.