قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني والقائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان، إن الورقة التي قدمها مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، تُعد "أسوأ ورقة يتم تقديمها"، لأنها تقترح حل جميع الأجهزة الأمنية الرسمية وتبقي المليشيات المتمردة في مواقعها، مع تجاهل كامل لدور القوات المسلحة.
وأضاف البرهان خلال اجتماع مع كبار الضباط بالقوات المسلحة برتبة لواء فما فوق وعضو مجلس السيادة، أن استمرار الوساطة في هذا المسار يجعلها "غير محايدة".
وأشار إلى أن المبعوث الأمريكي يتصرف وكأنه يفرض شروطًا على السودان، مؤكدًا أن خطاباته تتضمن تهديدات بشأن وصول القوافل الإنسانية واتهامات باستخدام أسلحة كيميائية، وهو ما اعتبره "عقبة أمام السلام الذي ينشده جميع السودانيين".
وأكد البرهان رفض أي دور للمتمردين في أي حل مستقبلي، داعيًا إلى اعتماد خارطة الطريق المقدمة من حكومة السودان، ومؤكدًا أن القرار السياسي هو شأن سوداني خالص، وأن تصريحات بولس تعكس أجندات خارجية لا تعكس إرادة الشعب السوداني.
قالت المقرّرة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالاتجار بالأشخاص، شيفون مولالي، إن التقارير الواردة إلى مكتبها تشير إلى استمرار عمليات خطف واستقطاب للأطفال في السودان من قبل جماعات مسلّحة، وعلى رأسها قوات الدعم السريع، لاستخدامهم في أعمال عنف وهجمات مسلّحة.
وأضافت مولالي، في تصريحات صحفية، أن هناك اتساعًا غير مسبوق في حالات العنف الجنسي ضد النساء والفتيات، مع تسجيل انتهاكات جسدية وجنسية على نطاق واسع، خاصة في مدينة الفاشر، مؤكدة أن هذه الممارسات تُعد خرقًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.
وأوضحت أن المكتب لم يوثّق حتى الآن حالات استغلال جنسي للأطفال الذكور أو الرجال، غير أن السياق العام للتقارير يشير إلى استمرار العنف الجنسي واستغلال المدنيين بشكل ممنهج، بما في ذلك الأطفال، خلال العامين الماضيين.
وأكدت المقرّرة الأممية أن هذه الانتهاكات تستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا لحماية المدنيين ووضع حد لجرائم الاستغلال والعنف الجنسي.
وكانت شبكة أطباء السودان قد أعلنت الأسبوع الماضي توثيق 32 حالة اغتصاب مؤكدة خلال أسبوع واحد لفتيات وصلن من الفاشر إلى منطقة طويلة، استنادًا إلى معلومات طبية وميدانية وصفتها بأنها موثوقة.
ويشهد السودان، منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، حالة من الاضطراب الأمني وانتشارًا واسعًا للأخبار المزيّفة والوثائق المزوّرة، ما يعقّد جهود التحقق من الانتهاكات وتوثيقها.
وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى تزايد عمليات تجنيد الأطفال واستغلال النساء والفتيات من قبل بعض الجماعات المسلحة، خصوصًا الدعم السريع، ما يجعل حماية المدنيين أولوية ملحّة للمجتمع الدولي.