شهدت المرتفعات في الجزائر تساقطًا كثيفًا للثلوج خلال نهاية الأسبوع وبداية الأسبوع الجاري، ما أعاد النشاط السياحي في المناطق الجبلية إلى الواجهة بعد سنوات من الكساد نتيجة الجفاف، وفق ما أفاد به مسؤولون وخبراء محليون.
وشهدت ولايات عدة انخفاضًا في درجات الحرارة إلى أقل من عشر درجات مئوية، لا سيما في المرتفعات، مع تساقط كثيف للثلوج في جبال الشريعة بالبليدة جنوب العاصمة الجزائر، ومناطق تيكجدة بالبويرة، وسيرايدي بعنابة، إضافة إلى الهضاب العليا في سطيف وباتنة شرق ووسط الجزائر. هذه المشاهد الثلجية جلبت الزوار من الداخل والخارج، ما أسهم في انتعاش الحركة الاقتصادية المحلية.
وأوضح المختص في قطاع السياحة والبيئة رابح عليلش، أن الجزائر تتميز بمساحتها الشاسعة التي تتجاوز 2.3 مليون كيلومتر مربع، مما يجعلها الأكبر في إفريقيا من حيث تنوع المقومات السياحية، بين الصحراوية والجبلية والهضاب العليا، فضلًا عن تنوع الفصول التي تضيف قيمة إضافية للسياحة. وأضاف أن معظم الجزائريين يفضلون التنقل إلى الجبال بسياراتهم الخاصة، إلا أن الوكالات السياحية تنظم رحلات خاصة للزوار لأول مرة أو لمن لا يملكون وسائل النقل، مع مراعاة تأمين المرافقة لضمان سلامتهم وتجنب الانزلاقات أو الحوادث المحتملة.
وأشار عليلش إلى أن الطلب على الرحلات السياحية الجبلية هذا الموسم ارتفع بشكل ملحوظ، مع رغبة الكثيرين في استكشاف مناطق ثلجية جديدة لم يسبق لهم زيارتها. وبدوره، أكد الخبير الاقتصادي بلقاسم حداد أن تنويع المناطق السياحية يجعل الجزائر وجهة مفضلة للسياح من الداخل والخارج، شرط تهيئة المرافق المناسبة وجذب المستثمرين لضمان تعزيز النشاط السياحي وزيادة العائد الاقتصادي.
من جهة أخرى، أدت كثافة الثلوج في المناطق الشمالية والشرقية، خاصة المرتفعات التي يزيد علوها عن 800 متر، إلى غلق عدد من الطرق الوطنية والولائية والمسالك الجبلية، ما دفع السلطات المحلية والأمنية إلى التدخل لإعادة فتح الطرق وتنبيه المواطنين لاتخاذ الحيطة والحذر أثناء تنقلاتهم.
وتجدر الإشارة إلى أن نشاط السياحة الشتوية في الجزائر يرتبط مباشرة بتحقيق انتعاش اقتصادي محلي من خلال الإقامة في الفنادق والمنتجعات، وتنشيط قطاع النقل والتجارة، بما يساهم في تنويع مصادر الدخل ورفع مستوى الاقتصاد الوطني، وهو ما تحرص السلطات المحلية على دعمه خلال المواسم السياحية.