أفادت مصادر رسمية، اليوم الأحد، بأن اللواء حسن رشاد، رئيس المخابرات العامة المصرية، عقد اجتماعاً مهماً مع وفد قيادات حركة حماس، برئاسة محمد درويش، رئيس المجلس القيادي للحركة، في العاصمة القاهرة.
ويأتي هذا اللقاء في سياق جهود مصرية متواصلة للتواصل مع جميع الأطراف الفلسطينية، في محاولة لتحقيق استقرار سياسي وأمني في قطاع غزة، وفتح قنوات دبلوماسية تهدف إلى تخفيف التوترات في المنطقة.
وتركزت المحادثات، وفق المصادر، على تعزيز التنسيق الأمني بين مصر وحركة حماس، بما يضمن منع التصعيد العسكري، وتطوير آليات مراقبة الحدود ومعابر القطاع، بالإضافة إلى مناقشة الوضع الإنساني والمعيشي لسكان غزة، خصوصاً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها القطاع نتيجة الحصار المستمر والتوترات الأمنية.
وأشار خبراء سياسيون إلى أن اللقاء يأتي ضمن جهود القاهرة المستمرة للوساطة بين الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية، حيث تلعب مصر دوراً مركزياً على مستوى الدبلوماسية الإقليمية والدولية، لتقديم حلول عملية للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، والمحافظة على مستوى منخفض من التصعيد العسكري في قطاع غزة.

كما ناقش الطرفان خلال الاجتماع الملفات الداخلية لحركة حماس، بما في ذلك الوضع التنظيمي والسياسي، وسُبل تعزيز الاستقرار الداخلي للحركة، إضافة إلى دور مصر في تسهيل الحوار الوطني الفلسطيني بين حركتي حماس وفتح، في إطار جهود القاهرة لدعم المصالحة الفلسطينية والوصول إلى اتفاق يساهم في تحقيق استقرار طويل الأمد.
وفي تعليق على اللقاء، أكد مسؤولون مصريون أن مثل هذه الاجتماعات تعكس حرص القاهرة على إبقاء قنوات التواصل مفتوحة مع جميع الأطراف الفلسطينية، بهدف تهدئة الأوضاع وتجنب أي مواجهة مسلحة محتملة. كما أشاروا إلى أن هذه اللقاءات تأتي في ظل تحركات دبلوماسية دولية وإقليمية متزايدة، تستهدف تحقيق هدنة دائمة بين الأطراف، مع التركيز على تخفيف المعاناة الإنسانية في القطاع، وتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي.
ويعد هذا الاجتماع جزءاً من سلسلة لقاءات ومشاورات مستمرة بين المخابرات العامة المصرية وقيادات حركة حماس، تمثل محاولة لموازنة المصالح الأمنية والسياسية لكل الأطراف، مع ضمان استمرار الوساطة المصرية الفاعلة كحلقة وصل بين حماس والإدارة الدولية، بما يساهم في إيجاد أرضية مشتركة لمعالجة القضايا الملحة في القطاع الفلسطيني.
مع استمرار هذه اللقاءات، من المتوقع أن تشهد الفترة القادمة المزيد من التحركات السياسية والأمنية المصرية، لتقديم حلول عملية للتحديات الراهنة، ودعم الاستقرار الداخلي لحركة حماس، وضمان عدم انفجار الوضع الأمني في غزة، مع الحفاظ على دور القاهرة كوسيط محايد وموثوق في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.