تصاعدت حدة الأزمة الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، بعد أن فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهلة زمنية قصيرة وحاسمة على كييف للموافقة على خطة السلام الأمريكية المثيرة للجدل، مهدداً بوقف الدعم العسكري والاستخباراتي الحيوي في حال الرفض، وذلك قبل حلول عيد الشكر الأمريكي.
وأوضح ترامب أن الموعد النهائي الذي حدده هو يوم الخميس المقبل، وهو ما وصفه بأنه "مناسب"، لكنه لم يستبعد إمكانية تمديد المهلة إذا سارت الأمور "على ما يرام". يأتي هذا التهديد المزدوج في ظل استمرار المحادثات السرية في جنيف بين المسؤولين الأمريكيين والأوكرانيين والأوروبيين، التي تهدف لإقناع الوفد الأوكراني بالموافقة على خطة من 28 نقطة تعتبرها كييف وحلفاؤها الأوروبيون متحيزة لصالح روسيا.

سبق هذا التهديد تصريح غير مسبوق من ترامب وصف فيه قادة أوكرانيا بأنهم أظهروا "انعدام الامتنان" للجهود الأمريكية لإنهاء الحرب، مما زاد من توتر الأجواء الدبلوماسية في جنيف وجعل الوفد الأمريكي يتسم بالصمت الشديد خلال الاجتماعات.
ورغم الضغط الأمريكي الهائل، يحاول الجانب الأوكراني الموازنة بين الحاجة إلى دعم واشنطن والسعي للحفاظ على مصالحه الوطنية. فقد أبدى الرئيس فولوديمير زيلينسكي مرونة حذرة، مصرحاً بأن هناك "تفاهماً" على أن خطة السلام يمكن أن "تأخذ في الاعتبار المصالح الوطنية لأوكرانيا".
وأشار زيلينسكي في منشور على تيليجرام إلى أهمية "تفعيل الدبلوماسية" في جنيف، معرباً عن أمله في أن تسفر الاجتماعات عن نتيجة إيجابية لتقريب نهاية الحرب. بينما وصف أندريه يرماك، رئيس طاقم زيلينسكي، المحادثات الأولية مع المندوبين الأوروبيين بأنها كانت "بناءة للغاية"، ما يعكس التعاون بين كييف وحلفائها الأوروبيين لمواجهة الضغط الأمريكي.
وتكمن صعوبة الموقف في طبيعة خطة السلام ذات الـ 28 نقطة نفسها، حيث يرى قادة أوروبيون وخبراء أوكرانيون أنها "تميل بشكل غير متناسب لصالح روسيا"، مما أثار "استياءً" واسعاً في أوكرانيا. وتتضمن مسودة المقترح بنوداً لإنهاء الأعمال العدائية بشكل فوري وتحديد مستقبل المناطق المتنازع عليها، لكنها تثير مخاوف في كييف بشأن تقديم تنازلات كبيرة تؤثر على سيادة البلاد ووحدة أراضيها.
ويجد الحلفاء الأوروبيون أنفسهم الآن بين ضرورة دعم أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي، وبين الضغط الأمريكي المتزايد للموافقة على خطة قد تضعف موقف كييف التفاوضي، وسط محاولات البحث عن حل دبلوماسي يحفظ ماء وجه جميع الأطراف قبل حلول المهلة النهائية يوم الخميس.