جيران العرب

ترامب يتهم أوكرانيا بـ"ناكرة الجميل" خلال محادثات السلام

الأحد 23 نوفمبر 2025 - 06:16 م
هايدي سيد
الأمصار

أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توترًا جديدًا في محادثات السلام الجارية في جنيف بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وحلفائها الأوروبيين، بعد أن وصف القيادة الأوكرانية بأنها "ناكرة الجميل" لعدم إظهارها أي تقدير للجهود الأمريكية الرامية لإنهاء الحرب مع روسيا.

  فإن تصريح ترامب جاء في لحظة حساسة، حيث كان وفد الولايات المتحدة قد بدأ الاجتماعات بحذر وأمل، لكن الكلمات الرئاسية المفاجئة أدت إلى اختفاء "المزاج الخافت المفعم بالأمل" الذي ساد بداية المحادثات، وخلق أجواء من التوتر والقلق بين المشاركين.

وأشار ترامب إلى أن أوكرانيا لم تُظهر أي امتنان للولايات المتحدة على الدعم العسكري الكبير، الذي يشمل توريد أسلحة متطورة، وتدريب القوات، وتقديم معلومات استخباراتية، رغم استمرار بعض الدول الأوروبية في شراء النفط الروسي. وأكد الرئيس الأمريكي أن الولايات المتحدة تتحمل جزءًا كبيرًا من العبء العسكري واللوجستي، بينما لم تتلقَ أي تقدير كافٍ من القيادة الأوكرانية.

من جانبه، أبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرونة حذرة تجاه خطة السلام الأمريكية، مؤكدًا وجود "تفاهماً" على أن المقترح يمكن أن يأخذ المصالح الوطنية لأوكرانيا بعين الاعتبار. ومع ذلك، تواجه الخطة، المكونة من 28 نقطة، انتقادات لاذعة في الأوساط الأوروبية والأوكرانية على حد سواء، حيث يرى الكثيرون أنها تميل لصالح روسيا بشكل غير متوازن.

وتشمل مسودة الخطة الأمريكية بنودًا لإنهاء الأعمال العدائية فورًا، وتحديد مستقبل المناطق المتنازع عليها، لكن تفاصيلها الدقيقة تثير مخاوف بشأن التنازلات التي قد تضطر كييف لتقديمها على حساب سيادتها ووحدة أراضيها.

لا تزال المحادثات مستمرة في جنيف في محاولة لتقريب وجهات النظر وإيجاد أرضية مشتركة يمكن أن تقود إلى وقف إطلاق نار دائم، وسط تحديات كبيرة تتمثل في الحفاظ على مصالح جميع الأطراف وتحقيق استقرار طويل المدى للمنطقة.

وتعد هذه التصريحات مؤشرًا على التوتر بين المواقف الأمريكية والأوكرانية، وتسلط الضوء على صعوبة تحقيق اتفاق سلام متوازن، خاصة في ظل التباينات بين الدول الأوروبية، التي تراقب عن كثب أي تنازلات قد تؤثر على أمنها واستقرارها السياسي والاقتصادي.