المغرب العربي

مقتل المدونة الليبية خنساء مجاهد في حادث غامض بطرابلس

الأحد 23 نوفمبر 2025 - 04:37 م
هايدي سيد
الأمصار

تواصل السلطات الأمنية في دولة ليبيا تحقيقاتها حول ملابسات مقتل المدونة الليبية الشهيرة خنساء المجاهد، والتي لقيت مصرعها في ظروف غامضة ليل الجمعة 21 نوفمبر 2025 بمنطقة السراج غرب العاصمة طرابلس، في حادث أثار موجة غضب واستنكار واسع داخل الأوساط الليبية والعربية، وسط مطالبات رسمية وشعبية بكشف الجناة في أسرع وقت.

وبحسب ما نقلته وسائل الإعلام الليبية، فقد عُثر على خنساء المجاهد داخل سيارتها التي كان محركها يعمل لمدة تقارب الساعة والنصف بعد وقوع الحادث، فيما أظهرت مقاطع مصورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي وجود رصاصة في الرأس يُعتقد أنها السبب الرئيسي للوفاة، إضافة إلى ثقب واضح في الزجاج الجانبي الأيسر للمركبة نتيجة عيار ناري.

وتنتمي خنساء المجاهد إلى قبيلة القمامدة بمدينة الزاوية غرب ليبيا. وقد ظهر أفراد من أسرتها في تسجيل مرئي طالبوا خلاله النائب العام الليبي ووزارة الداخلية الليبية بضرورة الإسراع في فتح تحقيق شامل وشفاف، وملاحقة كل من تورط في جريمة قتل ابنتهم، مؤكدين أن القضية لا ينبغي أن تمر دون محاسبة واضحة.

وفي تصريحات لوسائل الإعلام، قال الحقوقي الليبي عبد المنعم الحر، أمين المنظمة العربية لحقوق الإنسان في ليبيا، إن الجرائم المرتكبة بدافع النوع الاجتماعي يجب ألا تُعامل كجرائم جنائية عادية، بل تُعد جزءًا من "تمييز منهجي ضد النساء الناشطات"، داعيًا السلطات إلى التعامل مع هذه الجريمة بما يليق بخطورتها وتأثيرها المجتمعي.

وفي خطوة تعكس مدى الاهتمام الدولي بالقضية، دعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا السلطات المختصة إلى إجراء تحقيق سريع وشفاف يضمن محاسبة المسؤولين عن الجريمة، مؤكدة في بيان رسمي أن هناك نمطًا متزايدًا لاستهداف النساء الناشطات في المجال العام داخل البلاد.
كما شددت البعثة على ضرورة تجنب أي خطوات من شأنها زيادة التوتر، مطالبة جميع الأطراف بضبط النفس وتوفير بيئة آمنة تمكن جهات التحقيق من أداء عملها دون ضغوط.

تُعد خنساء المجاهد من أشهر صانعات المحتوى في ليبيا، خاصة في أوساط النساء. فقد اشتهرت بتقديم محتوى يتعلق بالأزياء والجمال، وكانت تدير مشروعًا لبيع الملابس النسائية، إضافة إلى امتلاكها صالون تجميل معروف في طرابلس.
كما أنها زوجة معاذ المنفوخ، أحد الشخصيات البارزة في مدينة الزاوية وعضو سابق في لجنة الحوار السياسي الليبية، وهو ما زاد من تساؤلات الشارع حول الخلفيات المحتملة للجريمة.

ومع تزايد الضغوط الشعبية والحقوقية، ينتظر الشارع الليبي نتائج التحقيقات التي تجريها الأجهزة الأمنية، وسط دعوات واسعة لعدم التساهل في التعامل مع هذه الجريمة التي هزّت المجتمع الليبي، وفتحت نقاشًا جديدًا حول حماية النساء الناشطات في المجال العام.

وتبقى تفاصيل مقتل خنساء المجاهد محاطة بالغموض حتى اللحظة، بينما تتواصل المطالبات بإعلان نتائج التحقيق للرأي العام وقطع الطريق أمام الشائعات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي.