أعلنت وزارة الداخلية السورية، اليوم الأحد، فرض حظر تجوال شامل في محافظة حمص يبدأ اعتبارًا من الساعة الخامسة مساءً وحتى الخامسة من صباح يوم غد، وذلك على خلفية توتر أمني شهدته المنطقة خلال الساعات الماضية. وأكدت الوزارة، في بيان رسمي، أن القرار يأتي ضمن إجراءات احترازية تهدف إلى حفظ الأمن ومنع أي محاولات لاستغلال الأحداث الجارية لإثارة الفوضى أو زعزعة الاستقرار.
وأوضحت الداخلية السورية أنها دفعت بتعزيزات أمنية مكثفة إلى جنوب مدينة حمص، عقب وقوع جريمة قتل وُصفت بالخطيرة، مشيرة إلى أن وجود هذه القوات يهدف إلى تطويق المنطقة، وتهدئة الأوضاع، ومنع أي ردود فعل قد تؤدي إلى تصعيد أو اضطرابات بين الأهالي. وأضاف البيان أن الوزارة تعمل على متابعة التحقيقات لكشف ملابسات الحادث والقبض على الجناة في أسرع وقت ممكن.
ودعت الداخلية السكان إلى الالتزام الكامل بتعليمات حظر التجوال والتعاون مع الجهات الأمنية لضمان استعادة الهدوء، مؤكدة أن أي خرق للتعليمات سيعرض المخالفين للمساءلة القانونية. كما شددت على أن هذه الإجراءات مؤقتة وضرورية للحفاظ على السلم الأهلي ومنع انتشار الشائعات أو استغلال الجريمة لإشعال التوتر بين مكونات المجتمع المحلي.
وأكدت الوزارة أن الوضع في حمص تحت السيطرة، وأن القوات الأمنية مستمرة في تنفيذ مهامها لضمان عودة الحياة إلى طبيعتها في أقرب وقت.
وكانت أعلنت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)،، تعرض عدد من مقارها العسكرية في ريف دير الزور الشرقي لهجمات قالت إنها نفذت من قبل قوات تابعة للجيش السوري، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على اتفاق لوقف التصعيد بين الطرفين في ريف الرقة الجنوبي الشرقي.
وقالت "قسد"، في بيان، إن مجموعات من فصائل تابعة لحكومة دمشق استهدفت مواقعها في بلدة أبو حمام بالقذائف الصاروخية والأسلحة الثقيلة، معتبرة أن الهجوم "يأتي في إطار محاولات زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة".
وأكدت أن قواتها "ردت بشكل مشروع على مصادر النيران وفق قواعد الاشتباك".
وأضافت القوات أن القصف طال ثلاثة مواقع عسكرية ومنازل للمدنيين، مشيرة إلى استخدام مهاجميها طائرات مسيّرة، بينها مسيّرات انتحارية، ما يشكل "خطراً مضاعفاً على السكان".
ويأتي هذا التصعيد رغم اتفاق تم التوصل إليه الجمعة بين الجيش السوري و"قسد" لوقف إطلاق النار في بلدة معدان بريف الرقة الشرقي، عقب مواجهات عنيفة خلال الأيام الماضية شملت عمليات تسلل وقصف واستهداف بالطائرات المسيرة، وأدت إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر مقربة من القوات الحكومية أنّ الجيش السوري استعاد خلال المواجهات الأخيرة نقاطاً تسللت إليها عناصر من "قسد"، ما أدى إلى مقتل عنصرين من الجيش وإصابة تسعة آخرين، مع ادعاءات بحدوث "تمثيل بالجثث" من قبل مقاتلي "قسد