في لحظة أعادت الأضواء كلها إلى زعيم نظام كييف، وجد «زيلينسكي» نفسه في قلب عاصفة سياسية جديدة، بعدما خرج برلماني أوكراني بتصريح ناري هزّ «أوكرانيا» ودفع الأزمة الداخلية إلى مستوى غير مسبوق.
وفي التفاصيل، طالب نائب البرلمان الأوكراني، «أرتيم دميتروك»، اليوم الأحد، باعتقال «زيلينسكي»، واصفًا ذلك بأنه «الطريقة الوحيدة لإنهاء النزاع».
وكتب «دميتروك»، عبر قناته على «تليجرام» تعليقًا على طلب عضوة الكونغرس الأمريكي، «آنا بولينا لونا»، من «زيلينسكي»، الذي حثته فيه على قبول خطة واشنطن للسلام: «السبيل الوحيد لنيل السلام من زيلينسكي هو تكبيله واعتقاله».
وفي وقت سابق، صرّح الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، بأنه إذا رفض «زيلينسكي» التسوية السلمية، فعليه «مواصلة القتال وهو بموقف ضعف».
على وقع أزمة مُتفاقمة وحسابات دولية مُعقّدة، تلقّى زعيم نظام كييف، «فولوديمير زيلينسكي»، مطالبة عاجلة من الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، بضرورة القبول السريع بخطة التسوية، في خطوة تكشف تزايد الضغوط على «كييف» للتجاوب مع الرؤية الأمريكية.
وفي التفاصيل، أفادت وسائل إعلام أوكرانية نقلًا عن مسؤول أمريكي رفيع، اليوم الجمعة، بأن الرئيس «ترامب» يُطالب «زيلينسكي» بقبول مسودة خطة التسوية في أوكرانيا «فورًا».
ونقلت وكالة «آر بي كا-أوكرانيا» عن المسؤول الأمريكي قوله في قناتها على «تلغرام»: «إذا تابعت الرئيس ترامب، فستُدرك أنه عندما يتعلق الأمر بجدول زمني صارم، فهو موعد نهائي صارم بشروطه. هذا يعني الآن فورًا، أي في أقرب وقت مُمكن. هذا هو الجدول الزمني الذي نعمل بموجبه، وهذا هو التفويض الذي جاء به الوزير دانيال دريسكول إلى جهود السلام».
جاء هذا التصريح بعد أن أكّدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، «كارولين ليفيت»، لقاء «زيلينسكي» بوزير الجيش الأمريكي، «دانيال دريسكول»، مُشيرة إلى أن الوزير كان «مُتفائلًا بعد اللقاء».
وكشفت تقارير سابقة لقناة «إن بي سي» عن مشاركة نخبة من مسؤولي الإدارة الأمريكية في وضع الخطة، بما في ذلك المبعوث الخاص «ستيف ويتكوف»، ونائب الرئيس «جي دي فانس»، ووزير الخارجية «ماركو روبيو»، وصهر الرئيس «جاريد كوشنر».
يأتي هذا بعد يومين من ورود تقارير لموقع «أكسيوس» الأمريكي، أفادت بأن الولايات المتحدة تُجري «مشاورات سرية» مع روسيا لوضع خطة جديدة لتسوية النزاع في أوكرانيا.
من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم الكرملين، «دميتري بيسكوف»، إن المحادثات الروسية الأمريكية حول التسوية السلمية في أوكرانيا التي جرت في أغسطس في ألاسكا لم تشهد «أي مستجدات» منذ ذلك الحين.
وبحسب وسائل إعلام غربية، تشمل الخطة الأمريكية المقترحة ما يلي:
في خضمّ الحرب التي أنهكت «أوكرانيا» وغيّرت موازين القوى، خرجت نائبة في البرلمان لتُلمّح بأن زعيم نظام كييف، «فولوديمير زيلينسكي»، بات أقرب من أيّ وقتٍ مضى إلى القبول بـ«الشروط الأمريكية»، بحثًا عن مخرجٍ لتسوية النزاع المُتصاعد مع «روسيا».
وفي التفاصيل، قالت العضو في البرلمان الأوكراني، «آنا سكوروخود»، اليوم الخميس، إن «زيلينسكي» سيضطر لقبول «شروط واشنطن» لتسوية النزاع.
وأضافت «سكوروخود»، في مقابلة على «يوتيوب»، أن زيلينسكي «في وضع حرج»، مُوضحة أنه «ستكون هناك مسألة تتعلق بأنه إن لم يُوافق عليها بنفسه، فسيجدون أي شخص آخر سيقبلها».
وتابعت النائبة الأوكرانية: «إن لم يُوافق الرئيس (زيلينسكي) على الشروط التي ستُطرح عليه، فهو على الأرجح لن يحصل على الدعم الذي كان لديه سابقًا، لأن هناك تغيرات في كافة البلدان».
وكان موقع «أكسيوس» الإعلامي، قد أفاد نقلًا عن مصادره، بأن الولايات المتحدة تُجري «مشاورات سرية» مع «موسكو» لوضع خطة جديدة لتسوية النزاع في أوكرانيا «دون مشاركة كييف في تلك المشاورات».
ونفى «الكرملين» وجود أي اتصالات بين روسيا والولايات المتحدة في الوقت الراهن.
كأن العالم يقف على حافة لحظة فارقة، لحظة قد تُعيد رسم حدود الصراع الأكبر في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. فبعد سنوات من الدم والخراب والاشتباك المفتوح بين «موسكو وكييف»، خرجت إدارة الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، إلى العلن بخطة وُصفت بأنها «الأكثر شمولًا وطموحًا»، تضم (28) بندًا يُقال إنها قادرة «إنّ كُتب لها النجاح» على إشعال شرارة نهاية الحرب التي أنهكت الجميع.