تستعد العاصمة الصومالية مقديشو لانطلاق المؤتمر الثالث لعلماء الصومال لعام 2025، المقرر عقده بين 24 و27 نوفمبر في فندق الجزيرة، تحت شعار قوله تعالى: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم}، وبعنوان رئيس: تماسك المجتمع الصومالي واستقراره: المقوّمات والتحديات.
ويأتي هذا المؤتمر امتدادًا لمسار علمي وفكري انطلق عام 2023 خلال المؤتمر الأول الذي انعقد في الأول من رجب 1444هـ (23 يناير 2023)، حيث ركّز العلماء آنذاك على دورهم في مواجهة الفكر المتطرف وتوضيح موقف الإسلام من مليشيات الخوارج. وقد افتتح الرئيس حسن شيخ محمود أعمال المؤتمر الأول، بينما اختتمه رئيس الوزراء حمزة عبدي بري، أعقب ذلك مأدبة عشاء رسمية أقامها الرئيس تكريمًا للعلماء.
وفي المؤتمر الثاني الذي عقد بين 29 يوليو والأول من أغسطس 2024، تحوّل النقاش نحو موضوع الوحدة الوطنية تحت عنوان: “الوحدة الوطنية بين الواقع والمأمول في ضوء الإسلام”، حيث ناقش العلماء واقع الانسجام المجتمعي وسبل تعزيز اللحمة الوطنية في ظل التحديات المتصاعدة. وكما جرت العادة، افتتح الرئيس المؤتمر، واختتمه رئيس الوزراء، مع عشاء رسمي أقيم على شرف المشاركين.
ومع اقتراب انعقاد المؤتمر الثالث، تستعد الأوساط العلمية والدعوية والفكرية في الصومال لنقاش معمّق حول آليات بناء مجتمع متماسك، وسبل تعزيز الاستقرار الاجتماعي والفكري في مرحلة تُعد من أكثر المراحل حساسية في تاريخ البلاد الحديث.
ويرى مراقبون أن أهمية هذا المؤتمر تتجاوز مضامينه العلمية، كونه ينعقد في وقت يشهد فيه المجتمع الصومالي تحولات كبيرة على المستويات الأمنية والسياسية والاجتماعية، ما يجعل دور العلماء أكثر تأثيرًا وضرورة.
ومن المقرر أن يشارك في المؤتمر نخبة من العلماء والدعاة والمتخصصين، بتنظيم من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ضمن سلسلة تهدف إلى توحيد الجهود العلمية ودعم مسار الدولة نحو الاستقرار والتنمية.
وبذلك يمضي هذا المسار العلمي إلى محطة جديدة يُعوّل عليها في تعزيز خطاب الوسطية، وترسيخ التماسك المجتمعي، وبناء وعي ديني قادر على مواجهة التحديات الراهنة.