انفوجراف

بالإنفوجراف| رحلة المقاتلة الأمريكية "إف–14 توم كات" منذ عام 1974

الأحد 23 نوفمبر 2025 - 10:59 م
مصطفى سيد
الأمصار

بعد انتهاء الحرب الباردة، كان من المتوقع أن تنتهي أيضاً أهمية مقاتلة الاعتراض الأمريكية الشهيرة إف-14 توم كات، إلا أن التاريخ العسكري أثبت عكس ذلك، حيث تمكنت الطائرة من البقاء ذات قيمة استراتيجية كبيرة خلال أوائل القرن الحادي والعشرين، وتحولت من مقاتلة اعتراضية إلى منصة هجومية متعددة المهام، بحسب تقرير موقع "ناشيونال إنترست" الأمريكي.

تم تصميم إف-14 توم كات في سبعينيات القرن الماضي لمواجهة التهديدات الجوية من الاتحاد السوفياتي وحلف وارسو، حيث كانت مهمتها الأساسية الاعتراض والسيطرة الجوية. لكن مع تغير المشهد الدولي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، لم تعد هذه المهمة هي الأساس، بل تم نشر الطائرة في الشرق الأوسط، في مناطق مثل الصحاري والجبال، لتنفيذ مهام هجومية دقيقة ودعم جوي قريب، وهو ما أثبت فعالية الطائرة في سيناريوهات لم تُصمم من أجلها أصلاً.

صنعت البحرية الأمريكية 712 طائرة من جميع الطرازات منذ الإنتاج الأول عام 1974، بطول يصل إلى 19.1 متر وباع جناح يبلغ 19.5 متر دون انحناء و11.6 متر مع الانحناء. وتبلغ السرعة القصوى للطائرة 2485 كيلومتراً في الساعة، أي ما يعادل 2.34 ماخ، مع مدى يصل إلى 3000 كم وسقف خدمة يصل تقريباً إلى 16150 مترًا.

أما من الناحية التقنية، فتعمل الطائرة بمحركين توربينيين مروحيين من طراز برات آند ويتني تي إف-30 في الإصدارات القديمة، أو بمحركين جي إيي إف 110 جي إيي 400 في الإصدارات الأحدث. كما تحمل الطائرة مجموعة متنوعة من الصواريخ مثل إيه آي إم-54 فونيكس وإيه آي إم-7 سبارو وإيه آي إم-9 سايدويندر، بالإضافة إلى ذخائر هجومية مباشرة وقاذفات قنابل موجهة، مع مدفع إم 61 فولكان أحيانًا.

تضم الطائرة طاقمًا مكونًا من طيارين وضابط اعتراض راداري، وهو ما يتيح توزيع المهام في العمليات المعقدة والبعيدة المدى، ويمنح الطائرة قدرة على إدارة مهام متعددة في الوقت ذاته، مثل الهجوم المباشر، والدعم الجوي القريب، والمراقبة الجوية، والتصوير بالأشعة تحت الحمراء.

مع بداية التسعينيات، وبعد تقلص ميزانية الدفاع الأمريكية، بدأت البحرية في تعديل الطائرة لتصبح أكثر مرونة، بما يشمل إدخال أنظمة التحكم الرقمية، وتعزيز الهيكل، ودمج كبسولات الاستهداف الحديثة، مما حولها إلى منصة هجومية دقيقة وقادرة على تنفيذ ضربات ليلية دقيقة، وتفوقت في بعض المهام على مقاتلات مثل إف/إيه-18 هورنت.

خضعت إف-14 توم كات لاختبارات قتالية مهمة بعد أحداث 11 سبتمبر، حيث نفذت مهام هجومية واستطلاعية دقيقة في أفغانستان والعراق، وقدمت دعمًا جويًا فعالًا في المناطق الجبلية والصحراوية، مؤكدة قدرتها على تلبية احتياجات القوات الأمريكية في البيئات المعقدة.

مع ذلك، كانت صيانة الطائرة معقدة للغاية ومكلفة بسبب أجنحتها القابلة للتغير وبنيتها القديمة، كما أصبح الحصول على قطع الغيار تحديًا متزايدًا، الأمر الذي أدى في النهاية إلى استبدالها بمنصة متعددة المهام إف-إيه-18 إيي-إف سوبر هورنت، لتخرج إف-14 توم كات من الخدمة رسميًا عام 2006، محتفظة بإرث طويل وعميق في تاريخ الطيران العسكري الأمريكي.