أعلن أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني رستم أوميروف، أن المشاورات بشأن الخطة الأمريكية المقترحة للتسوية في أوكرانيا ستُجرى قريبا في سويسرا.
وكتب أوميروف، على قناته على تيليغرام، اليوم السبت: "سنبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة مشاورات في سويسرا بين مسؤولين أوكرانيين وأميركيين رفيعي المستوى بشأن المعايير المحتملة لاتفاقية سلام مستقبلية".
وأفاد مكتب فلاديمير زيلينسكي بأن المحادثات بشأن خطة السلام في أوكرانيا، ستنطلق خلال الأيام المقبلة، بعد الموافقة على تشكيل الوفد الأوكراني المقرر مشاركته في المفاوضات.
وبوقت سابق اليوم، أفادت وسائل إعلام أميركية، بأن أوكرانيا ستكون مضطرة للموافقة على خطة السلام التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في ظل ما وصفته بضعف موقف فلاديمير زيلينسكي داخليًا، بعد تفجّر فضيحة الفساد التي هزّت البلاد في الأيام الأخيرة.
ونقلت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية عن مسؤول رفيع في البيت الأبيض قوله إن "الأوكرانيين سيضطرون إلى قبول اتفاق السلام في ظل ضعف موقف زيلينسكي الحالي".
وكان المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف قد صرح بأن موسكو لم تتلقَّ أي معلومات رسمية حول الخطة الأميركية المقترحة، وأوضح أن الجانب الأميركي أبدى بعض الملاحظات، ولكن لا توجد حاليًا أي مناقشات جوهرية.
وأشار إلى أنه في الوقت نفسه، لا تزال روسيا منفتحة تمامًا على محادثات السلام، وملتزمة بالمناقشات التي عُقدت بين الزعيمين الروسي والأميركي في أنكوريج.
وخلال اجتماع مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي، صرّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الجمعة، بأن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد تُشكّل أساسًا لتسوية نهائية في أوكرانيا إلا أنه أشار إلى أن هذه الخطة لم يتم مناقشتها حاليًا بشكل جدي مع روسيا، مُشيرًا إلى أن الجانب الأميركي لا زال لم يحصل على موافقة كييف بشأنها. وأضاف بوتين أن أوكرانيا تفتقر إلى معلومات موضوعية حول الوضع الحقيقي في ساحة المعركة.
من جانب آخر ، قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تسعى إلى حل مستدام وطويل الأمد للأزمة الأوكرانية، مع تركيزها على قضايا مثل استمرار توسع حلف شمال الأطلسي شرقًا وحماية حقوق الناطقين بالروسية في أوكرانيا.
وأوضح ريابكوف ـ وفق مجلة "إنترناشيونال أفيرز" ـ "في أعقاب قمة أنكوريج، شهدنا موجةً من التصريحات المعادية لروسيا، وسلسلةً من الإجراءات المكثفة من جانب معارضينا ومؤيدي استمرار الحرب، وهم كثر، لا سيما في عواصم أوروبا الغربية، بهدف التأثير على إدارة ترامب لمنعها من تحقيق ما نعتقد أنه حل مستدام وطويل الأمد لهذه الأزمة، بما في ذلك معالجة أسبابها الجذرية".
وأشار إلى أن إدارة ترامب من بين القلائل في الغرب الذين يدركون صحة حجة روسيا القائلة بأن الأسباب الجذرية للأزمة موجودة ولا يمكن تجاهلها، موضحا أنه من بين هذه الأسباب "السياسة المتهورة وغير المدروسة التي انتهجتها إدارة واشنطن السابقة وإدارة بايدن، والرامية إلى تقريب الناتو وبنيته التحتية من روسيا أكثر فأكثر".
أصدر فلاديمير زيلينسكي، اليوم السبت، مرسومًا صادق خلاله على تشكيل الوفد الأوكراني المقرر مشاركته في المفاوضات بشأن الخطة الأمريكية الجديدة المقترحة لتسوية الأزمة في أوكرانيا، وفق "نوفوستى".
وجاء في مرسوم نتم نشره شر على موقع زيلينسكي "تشكيل وفد أوكراني للمشاركة في عملية التفاوض مع الولايات المتحدة والشركاء الدوليين الآخرين، وكذلك ممثلي روسيا الاتحادية، من أجل تحقيق سلام عادل ومستدام".
ويرأس الوفد الأوكراني مدير مكتب زيلينسكي، أندري يرماك، كما يضم الوفد: أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني رستم أوميروف، رئيس المديرية العامة للاستخبارات بوزارة الدفاع الأوكرانية كيريل بودانوف، ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، أندريه غناتوف، وغيرهم من المسؤولين.
ويسعى البيت الأبيض يسعى فعليًا إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا يستند إلى النموذج نفسه المستخدم في غزة، والقائم على قائمة نقاط واضحة تفرض التزامات متبادلة على الطرفين، وتشمل وقفًا لإطلاق النار وتمويلًا دوليًا للإعمار، مع إنشاء هيئة إشراف يقودها ترامب شخصيًا.
وبحسب المصادر، فإن التشابه بين خطتي غزة وأوكرانيا «طاغيًا» في المسودة الأولية ، وفق "سي إن إن"، والتي تتضمن بنودًا مثيرة للجدل سبق لكييف أن رفضت بعضها، مثل: التنازل عن مناطق لا تسيطر عليها روسيا حاليًا، وتقليص حجم الجيش الأوكراني، وتضمين الدستور الأوكراني تعهّدًا رسميًا بعدم الانضمام إلى حلف الناتو.