شهدت مدينة بولونيا الإيطالية تظاهرة جماهيرية واسعة تضامنا مع الشعب الفلسطيني وغزة، تزامنت مع مباراة كرة السلة بين فريقي "فيرتوس بولونيا" و"مكابي تل أبيب" في إطار بطولة الأورو ليغ.
وشارك آلاف الإيطاليين، ويقدر عددهم بنحو 5000 متظاهر، في مسيرة انطلقت من ساحة ماغيوري، التي أعيد تسميتها مؤقتا بـ"ساحة غزة"، مرددين هتافات مناهضة للعدوان الإسرائيلي، وداعمين لحقوق الشعب الفلسطيني.
ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، ولوحات كتب عليها "أظهر لإسرائيل البطاقة الحمراء"، و"فلسطين حرة"، واصفين اللقاء الرياضي بـ"مباراة العار" نظرا للروابط المعروفة بين نادي "مكابي تل أبيب" والحكومة (الإسرائيلية)، ودعمه الصريح للعمليات العسكرية في قطاع غزة.
كما عرضت على مدرجات ملعب "بالادوزا" أعلام فلسطين، في رسالة واضحة من جمهور "فيرتوس" ضد التطبيع الرياضي مع الكيان الصهيوني.
ورغم التواجد الأمني الكثيف الذي بلغ نحو 500 عنصر من قوات الأمن، وتحويل منطقة الملعب إلى "منطقة حمراء" لا يسمح بالدخول إليها إلا للمقيمين وحاملي التذاكر، إلا أن الحشود استمرت في التظاهر، معبرة عن غضبها إزاء استمرار الصمت الدولي على الجرائم الصهيونية في غزة.
قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، في بيان صادر عن مكتبها الإقليمي، إن ما لا يقل عن 67 طفلًا لقوا حتفهم في حوادث مرتبطة بالحرب في قطاع غزة منذ بدء تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية. وتعد هذه الحصيلة صادمة في ظل التوقعات بأن يؤدي وقف القتال إلى انخفاض كبير في الخسائر البشرية، خاصة بين الأطفال.
وأوضحت المنظمة أن استمرار العنف المتقطع في بعض مناطق القطاع، إلى جانب مخلفات الذخائر غير المنفجرة، والانهيارات الناتجة عن الدمار الكبير الذي خلّفته أشهر من العمليات العسكرية، ما زالت تشكل تهديدات يومية على حياة الأطفال والعائلات العائدة إلى منازلها.

وأكدت اليونيسف أن معظم الضحايا من الأطفال سقطوا نتيجة انفجارات ناجمة عن مخلفات الحرب، بما في ذلك القنابل غير المنفجرة والصواريخ التي لم تنفجر لحظة الإطلاق. وأشارت إلى أن جزءًا آخر من الضحايا وقع خلال محاولات السكان العودة إلى منازلهم المدمّرة بحثًا عن الوثائق والأمتعة الشخصية، في ظل ظروف معيشية شديدة القسوة.
وشددت المنظمة الأممية على أن الأطفال ما زالوا يدفعون "الثمن الأعلى" للنزاع، رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ. وقالت في بيانها:
"هذه الأرقام تعكس حجم الخطر المستمر الذي يواجهه الأطفال في غزة، حتى في ظل التهدئة الحالية."
وأضافت اليونيسف أن البيئة في غزة أصبحت "غير آمنة على الإطلاق"، وذلك بسبب الدمار المفاجئ للبنى التحتية، وتدمير آلاف المنازل، وانتشار الأنقاض في الشوارع والمناطق السكنية، ما يجعل المناطق التي كانت مأهولة سابقًا بالمدنيين أشبه بحقول ألغام.