أعلنت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور جرين، فجر السبت، استقالتها من الكونجرس الأمريكي، متهمة الحزبين الديمقراطي والجمهوري على حد سواء بـ"تدمير الولايات المتحدة".
وقالت جرين، التي تمثل ولاية جورجيا، في مقطع مصور نشرته عبر منصة "إكس"، إن آخر يوم لها في عملها سيكون في 5 يناير 2026، مشيرة إلى أن قرارها جاء بعد ما وصفته بـ"الإحباط العميق" من مسار العمل السياسي داخل واشنطن.
وأوضحت جرين أن دفاعها عن النساء الأمريكيات اللواتي تعرضن للاغتصاب أو الاتجار والاستغلال من قبل رجال أثرياء وأصحاب نفوذ أدى إلى وصفها بـ"الخائنة" وتهديدها من قبل "رئيس الولايات المتحدة الذي ناضلت من أجله"، على حد تعبيرها.
كما انتقدت رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون، متهمة إياه بعرقلة التصويت على مشاريع قوانين أساسية، ومعتبرة أن الجمهوريين "على الأرجح سيخسرون انتخابات التجديد النصفي المقبلة".
وكانت جرين تُعد سابقًا من أبرز حلفاء الرئيس دونالد ترامب، إلا أن علاقتها به شهدت خلافًا علنيًا حادًا في الآونة الأخيرة، حظي بتغطية واسعة في وسائل الإعلام الأمريكية، وفق ما ذكرت صحيفة نيوزويك.
وأضافت الصحيفة أن استقالة جرين تُسلّط الضوء على الانقسامات المتنامية داخل الحزب الجمهوري مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي لعام 2026، وتطرح تساؤلات حول مستقبل الحزب وتماسكه.
وتأتي هذه الخطوة بعد سحب ترامب دعمه لها وانتقاداته العلنية، ما يُنذر بمواجهات داخلية قد تلقي بظلالها على استراتيجية الحزب وقاعدة ناخبيه، خاصة في الدائرة الرابعة عشرة بولاية جورجيا التي تمثلها جرين.
جدد زهران ممداني، عمدة نيويورك المنتخب، اتهامه لإسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة خلال لقاء جمعه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، مشيراً إلى أن "أموال دافعي الضرائب الأمريكيين تُستخدم لتمويل هذه الجرائم".
وخلال المؤتمر الصحفي المشترك في المكتب البيضاوي، أوضح ممداني أنه ناقش مع ترامب "قلق عدد كبير من سكان نيويورك بشأن استخدام أموالهم لتمويل انتهاكات حقوق الإنسان في غزة"، مضيفاً: "أريد أن تُنفق هذه الأموال لضمان كرامة المواطن الأمريكي، لا لدعم الحروب التي لا تنتهي".
وردّاً على سؤال حول موقفه من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لم ينفِ ممداني تصريحاته السابقة التي تعهد فيها باعتقال نتنياهو عند دخوله نيويورك، بينما أكد ترامب أن هذا الموضوع لم يُناقش خلال اللقاء.
وشدّد ممداني على أن "الإبادة الجماعية التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية في غزة لا يمكن السكوت عنها"، مضيفاً أن الولايات المتحدة "شريك في هذه الجرائم طالما تستمر في تمويلها عسكرياً ومالياً".
ورغم الخلافات السابقة بين ممداني وترامب، بدا اللقاء ودياً وتركز على قضايا محلية مثل غلاء المعيشة والأمن في نيويورك، حيث قال ترامب: "لدينا شيء مشترك: نريد لمدينتنا الحبيبة أن تزدهر".
كما أكد ممداني التزامه بمحاربة معاداة السامية، قائلاً إنه سيعمل على "اجتثاث كل أشكال الكراهية في جميع أحياء نيويورك الخمسة"، في ردّ على انتقادات طالت احتجاجات مناهضة لإسرائيل استُخدمت فيها شعارات اعتبرها كثير من اليهود تحريضية.
ومن المقرر أن يؤدي ممداني اليمين الدستورية كعمدة لنيويورك في الأول من يناير 2026، ويُعرف بدعمه الصريح للشعب الفلسطيني وقيادته لمسيرات مناهضة للحرب في غزة، وهو موقف يعكس تحوّلاً في الرأي العام الأمريكي، خصوصاً بين جيل الشباب واليهود التقدميين.
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، أنه لا يشعر بالخوف من تهديدات عمدة مدينة نيويورك، زهران ممداني، باعتقاله في حال زيارة المدينة، واصفًا موقفه بأنه موقف ثابت وغير متردد تجاه أي محاولة للضغط السياسي أو القانوني على زيارته المحتملة للمدينة الأمريكية.
وجاءت تصريحات نتنياهو خلال مقابلة مسجلة في بودكاست "برنامج إيرين مولان"، حيث قال:
لست خائفًا، وأتوقع من السيد ممداني أن يُنظّم نفسه أولًا قبل أن يقوم بأي تهديدات ضدي.
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي:
من الجيد أن يكون الشخص قائدًا شابًا، لكن ليس من الجيد أن يكون قائدًا شابًا غير متعلم، وأعتقد أنه يجب عليه أن يُحسّن معرفته في الاقتصاد ومعرفة مسألة معاداة السامية ومن هم الأشرار، وعندها قد نكون مستعدين لإجراء حوار.
وتأتي هذه التصريحات في سياق التوترات السياسية والدبلوماسية بين إسرائيل والولايات المتحدة، بعد أن أعلن زهران ممداني في وقت سابق، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أنه سيصدر أوامر باعتقال نتنياهو في حال وصوله إلى نيويورك، واصفًا إياه بـ"مجرم حرب"، مشيرًا إلى وجود مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي.