توصل الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) إلى اتفاق يقضي بوقف التصعيد في ريف الرقة الجنوبي الشرقي.
وكشفت مصادر مقربة من القوات الحكومية السورية لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أن الاتفاق جاء بعد أيام من التصعيد في منطقة معدان، وينص على وقف إطلاق النار ووقف عمليات القصف والاستهداف المتبادل بين الطرفين في البلدة.
ويأتي الاتفاق بعد أن شهدت خطوط التماس خلال اليومين الماضيين عمليات تسلل وقصف بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، إضافة إلى استهداف بالطائرات المسيرة واشتباكات عنيفة خلفت قتلى وجرحى في صفوف الجانبين.
وأضافت المصادر أن الجيش السوري استعاد النقاط التي تسللت إليها عناصر قسد ليل الأربعاء – الخميس، ما أسفر عن مقتل عنصرين من الجيش وإصابة 9 آخرين، مع الإشارة إلى التمثيل بجثث القتلى من قبل مقاتلي قسد.
وخلال الاجتماع الذي عقد اليوم، طالبت قسد بانسحاب الجيش من المواقع التي تمت السيطرة عليها، لكن الجيش السوري رفض. وأوضحت المصادر أن الاجتماع تم بالتنسيق مع التحالف الدولي الذي دعا إلى الهدوء والالتزام باتفاق 10 مارس.
وتسيطر قسد على أغلب ريف الرقة الجنوبي الغربي بعد استلامها تلك المناطق عقب سقوط النظام السابق في 8 ديسمبر الماضي.
أعلنت وزارة الخارجية السورية، الجمعة، أن وزير الخارجية السوري أستاذ أسعد الشيباني سيتوجه يوم غدٍ السبت إلى سلطنة عمان في زيارة دبلوماسية رسمية تهدف إلى إجراء مباحثات موسعة مع المسؤولين العمانيين حول العلاقات الثنائية، وتعزيز أطر التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين.
وذكرت إدارة الإعلام في الوزارة أن الزيارة ستتيح الفرصة لمناقشة ملفات إقليمية ودولية، خصوصًا التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضايا الأمنية والسياسية في سوريا والمنطقة العربية، إلى جانب تعزيز التنسيق الدبلوماسي بين دمشق ومسقط في محيط متغير يشهد تحولات مهمة.
وتأتي زيارة وزير الخارجية السوري في وقت حساس على خلفية التوترات في الجنوب السوري بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للجولان أمس، والتي اعتبرها محللون خطوة سياسية وأمنية مدروسة تهدف إلى تأكيد مصالح إسرائيل الأمنية في الجنوب السوري، وإرسال رسائل واضحة للنظام السوري الجديد وللولايات المتحدة الأمريكية.
وكان نتنياهو قد رافقه وفد رفيع المستوى ضم وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان إيال زامير، ورئيس جهاز الشاباك ديفيد زيني، ووزير الخارجية جدعون ساعر، في إشارة إلى الطابع السياسي والعسكري للزيارة. وخلال الجولة، ظهر نتنياهو مرتديًا خوذة وسترة واقية، مع مناظير للرصد، مؤكداً استمرار انتشار القوات الإسرائيلية في تسعة مواقع متقدمة داخل المنطقة العازلة وتمركزها على قمة جبل الشيخ ذات الأهمية الاستخباراتية.
وتشكل هذه التحركات الإسرائيلية خلفية هامة للزيارة السورية إلى عمان، حيث من المتوقع أن يبحث الشيباني مع المسؤولين العمانيين سبل دعم المواقف السورية في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية وتعزيز الجهود الدبلوماسية الإقليمية. كما ستتناول المباحثات فرص التعاون الاقتصادي بين البلدين، خصوصًا في مجالات الاستثمار والتجارة والطاقة، إلى جانب تبادل الخبرات في القطاعين التعليمي والثقافي.