أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، اليوم الجمعة، أن استعادة هيبة الدولة اللبنانية ووحدتها الوطنية تمثل أولوية قصوى، مشددًا على أن الاستقلال يبدأ بحضور الدولة في كل شبر من الأراضي اللبنانية وليس بغيابها، وأنه لا مكان للدويلات أو الولاءات الموازية خارج الدولة الرسمية.
وقال عون في تصريحات صحفية تابعتها وكالة الأنباء العراقية (واع)، إن لبنان يمر اليوم بمرحلة مصيرية في تاريخه، داعياً إلى تصحيح الأخطاء التاريخية في إدارة الاستقلال التي أدت إلى دخول البلاد في صراعات وحروب مركبة على مدى عقود، مؤكداً أن الوصاية الخارجية وصراعات المحاور الإقليمية أسهمت في تشويه صورة الدولة وأضعفت حضورها على الأرض.
وأشار الرئيس اللبناني إلى وجود أكثرية جديدة داخل البرلمان والمجتمع المدني ترفض أي ولاء إلا للبنان، مؤكداً أن أي تجاوز للمال العام أو إرادة الشعب لم يعد مقبولاً. وأوضح أن الحفاظ على وحدة الدولة ونفوذها الكامل على كل المناطق اللبنانية يمثل أساس استقرار البلاد، مشدداً على أن لبنان لن يقبل بأي دويلات صغيرة أو مشاريع انفصالية داخل أراضيه.

كما تطرق عون إلى موضوع الأمن على الحدود، مؤكداً أن الجيش اللبناني يقوم بمهامه الوطنية في كل لبنان، خاصة في الجنوب، وأن الدولة هي الجهة الوحيدة المسؤولة عن حماية الأراضي ومواجهة أي اعتداء. وأضاف أن لبنان جاهز للتفاوض على أي اتفاقات تهدف إلى وقف الاعتداءات الإسرائيلية، مع وضع آلية دولية واضحة لدعم الجيش اللبناني وتمكينه من حصر السلاح بيد الدولة، لضمان سيادة الدولة وسلامة المدنيين.
وأكد الرئيس اللبناني أن العالم اقترب من الشعور بالإحباط من لبنان نتيجة استمرار التشوهات في الدولة، وأنه يجب حصر الولاء الوطني للبنان ووضعه فوق أي مصالح خارجية، مشيراً إلى أن الدولة اللبنانية هي "السقف الأعلى" الذي لا يمكن تجاوزه.
وشدد عون على أن الخيار الوحيد للأجيال المقبلة هو بناء دولة قوية وموحدة، قادرة على فرض سيادتها، وحماية شعبها، وضمان أن تكون الدولة اللبنانية الحاضرة الفعلية في كل منطقة، مع تعزيز دور الجيش اللبناني كحارس رئيسي للأمن الوطني، وضمان تنفيذ القوانين وإعادة الهيبة إلى مؤسسات الدولة.
وأكد الرئيس اللبناني أن المرحلة الحالية تمثل فرصة تاريخية لتصحيح مسار الدولة واستعادة هيبتها، مع التركيز على الاستقلال والسيادة والأمن الداخلي، لضمان مستقبل مستقر لجميع المواطنين دون تدخل خارجي أو أي محاولات لتقسيم البلاد داخلياً.