أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم الجمعة، ارتفاع حصيلة ضحايا الاعتداءات الإسرائيلية منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في البلاد، حيث سجّل لبنان 331 شهيدًا و945 جريحًا وفق البيانات الرسمية الصادرة عن الوزارة.
وتأتي هذه الحصيلة في ظل استمرار التوتر الأمني جنوب البلاد رغم دخول الهدنة حيّز التنفيذ.
وقالت الوزارة إن القطاع الصحي يواصل العمل في ظروف شديدة الصعوبة، في ظل استمرار الغارات المحدودة التي تنفذها القوات الإسرائيلية واستهداف مناطق سكنية وبنية تحتية يُعتقد أنها تابعة لـ حزب الله. وأكدت أن الطواقم الطبية اللبنانية تواجه ضغوطًا كبيرة نتيجة تواصل الإصابات وتداعيات القصف المتقطع.
وفي سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته تشنّ في الوقت الحالي هجمات على “عدة بنى تحتية تابعة لحزب الله” في جنوب لبنان، رغم الهدنة المعلنة. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن العمليات تستهدف مواقع محددة في مناطق جنوبية، بهدف “منع الحزب من إعادة بناء قدراته العسكرية”.
وأصدر الجيش الإسرائيلي إنذارات عاجلة لسكان قريتي طير فلسيه وعيناتا في جنوب لبنان، طالبًا منهم إخلاء منازلهم فورًا قبل بدء قصف مبانٍ محددة في القريتين بدعوى استخدامها كمنشآت تابعة لحزب الله. وأضاف المتحدث أن الجيش سيواصل توجيه ضربات “مركّزة” ضد ما وصفه بالبنية العسكرية للحزب في تلك المناطق.

وفي سياق العمليات الجوية، نفذت المقاتلات الإسرائيلية ثلاث غارات على بلدتي شحور ودير كيفا في قضاء صور جنوبي لبنان، ما تسبب في أضرار مادية واسعة، إلى جانب سقوط إصابات بين المدنيين. كما أسفرت غارة إسرائيلية على بلدة الطيري عن استشهاد مواطن لبناني وإصابة 11 آخرين بجروح متفاوتة.
وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في سلسلة تصريحات متتالية، أن القوات الإسرائيلية “ستواصل خلال المدى القريب استهداف بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله في جنوب لبنان”، مشددًا على أن العمليات تأتي “ردًا على محاولات الحزب إعادة بناء أنشطته ونقاط انتشاره في المنطقة الحدودية”.
كما جدّد الجيش الإسرائيلي مطالبته لسكان مبانٍ محددة في بلدتي دير كيفا وشحور بإخلائها فورًا، ضمن سلسلة إنذارات وجهتها القيادة العسكرية الإسرائيلية إلى المدنيين في المناطق الحدودية الجنوبية. وقال المتحدث إن الجيش “لن يتردد في تنفيذ ضربات إضافية” لمنع ما وصفه بـ“تمدد النشاط العسكري لحزب الله”.
وتشهد الحدود اللبنانية – الإسرائيلية حالة من التوتر المستمر منذ أشهر، على الرغم من الاتفاقات المعلنة لوقف إطلاق النار، في ظل تبادل الاتهامات بين الطرفين حول خرق الهدنة واستمرار العمليات العسكرية. ورغم مساعي التهدئة الدولية، لا تزال التطورات الميدانية تشير إلى احتمالية التصعيد ما لم تتوقف الخروقات المتكررة.