في ظلّ أجواء مُشتعلة تترقّب أي شرارة جديدة، خرج وزير الخارجية الإيراني، «عباس عراقجي»، بكلمات تحمل نبرة تحدٍ واضحة، مُعلنًا أن قدرات بلاده الصاروخية باتت أكثر تطورًا وأن طهران «تتأهب بجدّية لهجوم إسرائيلي مُحتمل»، في رسالة مباشرة تُصعّد حدّة المواجهة الكلامية بين الطرفين.
وفي التفاصيل، أكّد عباس عراقجي، اليوم الجمعة، أن «إيران» مُستعدة بشكل أكبر مما كانت عليه في الحرب السابقة مع «إسرائيل»، إذا ما أقدمت تل أبيب على «هجوم جديد» ضد الجمهورية الإسلامية.
وفي مقابلة مع مجلة «الإيكونوميست»، أوضح «عراقجي» مُتحدثًا عن استعدادت إيران للحرب بالقول: «صواريخنا في وضع أفضل، من حيث الكم والنوع. لقد تعلمنا العديد من الدروس خلال حرب الأيام الاثني عشر. لقد فهمنا نقاط ضعفنا ونقاط قوتنا، ونقاط ضعف الإسرائيليين. عملنا على جميع هذه النقاط، ونحن مُستعدون تمامًا، بل أفضل منا في المرة السابقة».
وتابع وزير الخارجية الإيراني: «هذا لا يعني أننا نُريد الحرب. كما تعلمون، أفضل طريقة لمنع الحرب هي أن تكون مُستعدًا لها. ونحن مُستعدون تمامًا ولا أعتقد أنهم سيجرؤون على تكرار الخطأ نفسه والتجربة الفاشلة ذاتها».
ولدى سؤاله: «هل شعبكم مُستعد؟ كان لافتًا في الحرب الماضية أن الإيرانيين، على عكس الإسرائيليين، لم تكن لديهم ملاجئ يذهبون إليها. كانت هناك تحذيرات قليلة جدًا. كانت سماؤكم مكشوفة. ما هي الضمانات التي يُمكن أن تقدموها لشعبكم بأنهم محميون هذه المرة؟»، أجاب عباس عراقجي قائلًا: «كما قلت، لقد تعلمنا الدرس».
يُشار إلى أن تقارير عديدة أشارت مع بداية شهر نوفمبر الجاري إلى احتمال اندلاع مواجهة جديدة بين «إيران وإسرائيل». فعلى الرغم من إصرار الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، على أن الهجمات الأمريكية «دمّرت» برنامج إيران لتخصيب «اليورانيوم» هذا الصيف، فإن جهات إقليمية ومحللين أقل اقتناعًا بذلك في الأشهر التي مرت منذ ذلك الحين، يُحذّرون من أن اندلاع حرب أخرى بين إسرائيل وإيران هو «مسألة وقت فقط»، حسبما أفادت صحيفة «نيويورك تايمز».
في لحظة تتقاطع فيها التحالفات وتتشابك فيها خرائط القوة، خرجت «طهران» لتكشف جانبًا من كواليس حربٍ هزّت المنطقة، مُعلنةً أن «موسكو» كانت شريكًا أساسيًا في دعمها خلال المواجهة مع «إسرائيل».
وفي التفاصيل، أفاد وزير الخارجية الإيراني، «عباس عراقجي»، بأن «روسيا» قدّمت دعمًا كبيرًا لبلاده خلال حرب يونيو مع «إسرائيل»، مُؤكّدًا أن التعاون الدفاعي بين موسكو وطهران «قد تعزز بشكل ملحوظ بعد هذا الصراع».
وقال «عراقجي»، في مقابلة مع مجلة «الإيكونوميست» البريطانية: «قدّم الروس لنا مساعدة كبيرة خلال الحرب التي استمرت (12) يومًا، وبعد ذلك أصبحنا أكثر انخراطًا في التعاون مما كنا عليه من قبل. لهذا السبب أقول لكم إننا أصبحنا أكثر استعدادًا [لصراع مُحتمل] مما كنا عليه في الحرب السابقة».
وأضاف الوزير بشأن تحسن القدرات العسكرية الإيرانية: «صواريخنا الآن في وضع أفضل، من حيث الكمية والجودة. لقد استخلصنا العديد من الدروس من حرب الـ(12) يومًا»، مُوضحًا: «لقد أدركنا نقاط قوتنا وضعفنا، وما هي نقاط ضعف إسرائيل. قمنا بتحليلها جميعًا، والآن نحن مُستعدون بالكامل، حتى أفضل منا في المرة السابقة».
وأشار وزير الخارجية الإيراني، إلى أن «التعاون العسكري بين إيران وروسيا ليس شيئًا جديدًا»، مُوضحًا أنه «يمتد لسنوات عديدة. كان الهدف من تعاوننا العسكري حصريًا مهامنا الدفاعية. كان هذا موقفنا منذ البداية».
وأردف عباس عراقجي، أن تصرفات الغرب دفعت إيران أكثر نحو التعاون مع روسيا والصين، قائلًا: «يجب أن نعترف بأن الدول الغربية هي التي جعلتنا في الواقع نُدرك أن الصين وروسيا هما أصدقاء لنا أفضل منهم».
من ناحية أخرى، على خلفية قلق عالمي مُتزايد من انتشار «الأسلحة النووية»، رفع وزير الخارجية الإيراني، «عباس عراقجي»، راية التحذير، مُؤكّدًا أن «أمريكا تُشكّل أخطر التهديدات»، وأن السلام العالمي لا يُمكن أن يستمر دون مواجهة حازمة لهذا الخطر المُحتمل.