أعرب رئيس الوزراء السوداني الجديد، الدكتور كامل إدريس، اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025، عن ترحيبه بالجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية لإحلال سلام عادل ومستدام في السودان، في ظل استمرار التوترات والاشتباكات المسلحة التي تشهدها البلاد.
وأوضح إدريس في بيان رسمي أن الحكومة السودانية تقدر الدور البناء الذي تضطلع به كل من الرياض وواشنطن، مشيرًا إلى أن هذه الجهود تأتي في إطار محاولات دولية متواصلة لوقف القتال وحماية المدنيين وضمان استقرار السودان.
وأشار رئيس الوزراء إلى استعداد حكومته «لللانخراط الجاد مع جهود السعودية وأمريكا من أجل تحقيق السلام والأمن والاستقرار والرفاهية للشعب السوداني»، مؤكدًا أن المرحلة الراهنة تتطلب تعاونًا مستمرًا بين السودان وشركائه الدوليين لتجاوز الأزمة الحالية.
وتأتي تصريحات الدكتور كامل إدريس في وقت يواصل فيه الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاشتباكات في عدة مناطق من البلاد، وسط مخاوف من استمرار تدهور الوضع الإنساني، لا سيما بعد ارتفاع معدلات النزوح والفقر والافتقار إلى الخدمات الأساسية في مناطق النزاع.
ويُعد هذا الترحيب السوداني جزءًا من جهود دبلوماسية أكبر، تتضمن لقاءات ووساطات عربية ودولية تهدف إلى وقف إطلاق النار وتفعيل الحوار الوطني بين الأطراف السودانية، مع التركيز على حماية المدنيين وضمان إيصال المساعدات الإنسانية.
وكانت السعودية والولايات المتحدة قد أعلنتا في الأسابيع الماضية عن حزمة من المبادرات تشمل تعزيز الدعم السياسي والمادي للحكومة السودانية، وتشجيع الأطراف المتنازعة على الالتزام بوقف إطلاق النار، بهدف الوصول إلى تسوية شاملة تحفظ استقرار البلاد ووحدة أراضيها.
وتعكس تصريحات رئيس الوزراء السوداني أيضًا حرص الخرطوم على تعزيز العلاقات الثنائية مع الرياض وواشنطن، واستثمار الدور الإقليمي والدولي في دعم جهود السلام، بما يسهم في تخفيف معاناة المواطنين وتحقيق تطلعاتهم في الأمن والرخاء.
كما أكد إدريس أن الحكومة ستواصل التعاون الوثيق مع المجتمع الدولي لتفعيل برامج إعادة الإعمار والإصلاح الاقتصادي، وضمان مشاركة جميع مكونات المجتمع السوداني في العملية السياسية، بما يعزز فرص نجاح أي اتفاق سلام يتم التوصل إليه قريبًا.
ويأتي هذا الإعلان في سياق محاولات مكثفة من قبل الوساطات الدولية لإنهاء النزاع المستمر في السودان منذ أشهر، والذي أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، بالإضافة إلى نزوح آلاف المدنيين من مناطق الاشتباكات، وسط دعوات متكررة لضمان المساءلة عن أي انتهاكات لحقوق الإنسان.