أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الخميس، أن قواتها تمكنت من إحكام السيطرة على مدينة كوبيانسك الواقعة في مقاطعة خاركيف شمال شرق أوكرانيا، في تطور ميداني بارز على الجبهة الشمالية، ما يعزز النفوذ الروسي في المنطقة ويتيح لها توسيع عملياتها العسكرية.
وأكد رئيس هيئة الأركان الروسية، فاليري غيراسيموف، خلال تقريره إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن كوبيانسك تمثل حلقة محورية ضمن منظومة الدفاع الأوكرانية، مشيراً إلى أن السيطرة على المدينة تتيح للقوات الروسية تعميق اختراقها في خطوط العدو وتأمين المحاور اللوجستية المهمة في شمال شرق أوكرانيا.
وفي سياق متصل، كشف غيراسيموف أن القوات الروسية تسيطر الآن على أكثر من 80% من أراضي مدينة فولتشانسك الواقعة أيضاً في مقاطعة خاركيف، معتبرًا ذلك خطوة استراتيجية إضافية لتعزيز وجود موسكو الميداني في القطاع الشمالي للجبهة. وذكرت وسائل الإعلام الروسية الرسمية أن الوحدات الروسية واصلت عملياتها على الضفة اليسرى لنهر أوسكول، مستهدفة مواقع وتجميعات القوات الأوكرانية لتأمين المناطق المحيطة بالمدينتين وتوسيع نطاق السيطرة تدريجياً.
تُعد كوبيانسك من أبرز النقاط التي شهدت تقدماً روسياً ملحوظاً خلال الأسابيع الأخيرة، في وقت تواجه فيه القوات الأوكرانية تحديات كبيرة، أبرزها نقص الذخائر وضغوط مستمرة على خطوط الإمداد. ويصف محللون عسكريون المدينة بأنها نقطة فاصلة في مسار المعارك، نظرًا لأهميتها الاستراتيجية كممر لوجستي حيوي ومركز ربط بين عدة جبهات، مما يجعل السيطرة عليها عاملاً حاسماً في أي عملية عسكرية مستقبلية في المنطقة.
ويعكس هذا التطور تصاعد وتيرة العمليات في مقاطعة خاركيف، حيث تسعى موسكو إلى استثمار الزخم الميداني لصالحها، في مقابل محاولات أوكرانية مستمرة لإعادة تثبيت دفاعاتها في المناطق الحيوية واحتواء التقدم الروسي. وأشار محللون إلى أن استمرار التقدم الروسي قد يؤثر بشكل كبير على مسار المعارك في شمال شرق أوكرانيا، ويزيد من الضغوط على كييف لاستعادة السيطرة على الأراضي المفقودة.
ويأتي هذا الإعلان الروسي في وقت تشهد فيه الجبهة الشمالية توترات مستمرة، مع محاولات أوكرانية لإعادة توازن خطوطها الدفاعية، في ظل استمرار القصف المتبادل والخسائر الميدانية على كلا الطرفين. وتشير التقديرات العسكرية إلى أن السيطرة على كوبيانسك وفولتشانسك قد تمنح روسيا القدرة على تأمين مناطق أوسع من خاركيف، وتعزيز قدرتها على التخطيط لعمليات هجومية مستقبلية في المنطقة.
هذا التطور العسكري الجديد يزيد من حدة القلق الدولي حول الوضع في أوكرانيا، ويعكس استمرار الصراع المستمر منذ أكثر من خمس سنوات بين موسكو وكييف، وما يترتب عليه من تداعيات على الأمن الإقليمي والاستقرار العالمي.