حوض النيل

الاتحاد الأوروبي يُدين فظائع الدعم السريع في الفاشر

الخميس 20 نوفمبر 2025 - 08:08 م
هايدي سيد
الأمصار

أدان الاتحاد الأوروبي، الخميس، بأشد العبارات الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها قوات الدعم السريع في السودان، خاصة عقب فرض سيطرتها على مدينة الفاشر، كبرى مدن إقليم دارفور، والتي شهدت موجة واسعة من العنف والاعتداءات بحق المدنيين.

وأكد الاتحاد الأوروبي، في بيان صادر عن مجلس الشؤون الخارجية الأوروبي، أن ما تتعرض له الفاشر من عمليات قتل واستهداف ممنهج للمدنيين قد يرقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي لا يمكنه التغاضي عن خطورة ما يحدث على الأرض.

وأوضح البيان الأوروبي أن قوات الدعم السريع تمارس شكلًا واسعًا من الانتهاكات، شمل القتل على أساس عرقي، والعنف الجنسي والجنساني المنهجي، واستخدام التجويع كسلاح حرب، إضافة إلى منع وصول المساعدات الإنسانية إلى مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين.

ووصف الاتحاد الأوروبي هذا السلوك بأنه يمثل انتهاكًا صارخًا لكل من القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، مؤكدًا أن الأدلة المتزايدة على الأرض تدفع باتجاه تصنيف هذه الأعمال ضمن أبشع الجرائم الدولية.

وفي خطوة مباشرة، أعلن الاتحاد الأوروبي اعتماد تدابير تقييدية ضد عبد الرحيم حمدان دقلو، الرجل الثاني في قوات الدعم السريع وشقيق قائدها محمد حمدان دقلو "حميدتي". 

وتشمل العقوبات تجميد أصول ومنع سفر، ضمن حزمة أوروبية تستهدف القيادات المتورطة في زعزعة الاستقرار داخل السودان.

وأكد المجلس الأوروبي أن فرض هذه العقوبات يأتي ردًا على "الفظائع المرتكبة بحق المدنيين"، مشددًا على أن الاتحاد الأوروبي على استعداد لفرض مزيد من التدابير ضد أي أطراف يثبت تورطها في تعطيل العملية السياسية أو تأجيج الصراع.

وأشار البيان إلى أن الأولوية الأوروبية في هذه المرحلة هي دعم الجهود الرامية إلى وقف الانتهاكات، وإنهاء الإفلات من العقاب، ودعم مسار الانتقال السياسي في السودان. وأكد أن "تحقيق المساءلة" يمثل حجر الأساس في رؤية الاتحاد الأوروبي لحل الأزمة السودانية، وفق ما ورد في استنتاجات مجلس الشؤون الخارجية بتاريخ 20 أكتوبر 2025.

كما شدد الاتحاد على استعداده لتكثيف دعمه لبرامج التوثيق والتحقيق في الانتهاكات، سواء عبر المنظمات الدولية أو الشركاء الإقليميين، بهدف تقديم المسؤولين عن الجرائم إلى العدالة، وكسر الحلقة المستمرة للعنف التي أنتجت مزيدًا من المآسي الإنسانية.

وتشهد السودان منذ عام 2023 واحدة من أعنف موجات العنف في تاريخه الحديث، بعد اندلاع المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في حرب خلفت آلاف القتلى وملايين النازحين. وتعد مدينة الفاشر إحدى أبرز نقاط الانفجار، خصوصًا مع تصاعد التقارير الأممية حول ارتكاب انتهاكات واسعة بحق المدنيين.

ويؤكد المجتمع الدولي، وعلى رأسه الاتحاد الأوروبي، أن وقف هذه الانتهاكات ومحاسبة المتورطين خطوة لا بد منها لإعادة السودان إلى مسار الاستقرار السياسي والإنساني.