رحّبت الرئاسة الأوكرانية، اليوم الخميس، بالمقترحات التي تقدمت بها الحكومة الأمريكية بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدة أن الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي ينظر إلى المبادرة الجديدة باعتبارها فرصة حقيقية لإحياء المسار الدبلوماسي ووضع حد للحرب المشتعلة مع روسيا منذ سنوات.
وقالت الرئاسة الأوكرانية، في بيان رسمي، إن كييف ترى في المقترحات الأمريكية خطوة يمكن البناء عليها للوصول إلى تسوية عادلة وشاملة، مشيرة إلى أن القيادة الأوكرانية مستعدة للتعاون بشكل وثيق مع الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي من أجل تحقيق نتائج ملموسة تنهي المعاناة الإنسانية المتواصلة في مناطق القتال.
وخلال اجتماع موسع جمع الرئيس الأوكراني بالوفد الأمريكي الزائر، والذي ضم شخصيات عسكرية وسياسية بارزة من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، ناقش الجانبان البنود المطروحة في الوثيقة الأمريكية التي تم تقديمها لكييف خلال الأيام الماضية. وأوضحت الرئاسة أن المحادثات تطرقت إلى آليات دفع العملية التفاوضية، إضافة إلى بحث سبل ضمان وقف إطلاق النار بطريقة تضمن مصالح أوكرانيا الأمنية والسياسية.
وأكد بيان الرئاسة أن كييف "ترحب بكل مبادرة جادة تسهم في إنهاء إراقة الدماء"، مشدداً على أن أوكرانيا لن تتخلى عن حقها في الدفاع عن أراضيها، لكنها في الوقت ذاته منفتحة على أي حلول سياسية يمكن أن تُنهي الحرب بعيداً عن التصعيد الميداني.
وأشار الجانب الأوكراني إلى أن المقترحات الأمريكية تأتي ضمن تحرك دبلوماسي واسع تقوده واشنطن بالتنسيق مع عدد من العواصم الأوروبية، بهدف فتح قناة تفاوضية جديدة مع موسكو، في ظل رغبة المجتمع الدولي في تجنب مزيد من الانفلات العسكري وتداعياته على الأمن الإقليمي والدولي.
وخلال الاجتماع، ناقش الطرفان بعض البنود الحساسة في المبادرة، وفي مقدمتها مستقبل المناطق المتنازع عليها، وترتيبات ما بعد الحرب، وضمانات الأمن المشترك بين أوكرانيا وشركائها. كما تناول اللقاء ضرورة الحفاظ على تماسك الجبهة الأوروبية الداعمة لكييف، خصوصاً في ظل وجود مخاوف من تراجع دعم بعض الدول نتيجة الضغوط الاقتصادية والسياسية.
وقالت الرئاسة الأوكرانية إن لقاء زيلينسكي مع الوفد الأمريكي "فتح نافذة مهمة لإعادة تقييم الوضع الميداني والسياسي"، مع الإشارة إلى أن كييف تنتظر مزيداً من التفاصيل حول الهيكل النهائي للمقترحات الأمريكية حتى تتمكن من صياغة موقف رسمي متكامل.
واختتم البيان بالتأكيد على أن أوكرانيا ستواصل العمل مع الولايات المتحدة، إلى جانب الدول الأوروبية وفي مقدمتها فرنسا وألمانيا وبولندا، لضمان أن يكون أي اتفاق مستقبلي "متوازناً ويحفظ السيادة الأوكرانية ويحقق سلاماً دائماً لشعب أوكرانيا".