أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، اليوم الأربعاء، أن مشروع محطة الضبعة النووية في جمهورية مصر العربية يمثل أحد أهم المشروعات الاستراتيجية في مسار التعاون المشترك بين روسيا ومصر، مشددًا على أنه يعد نموذجًا رائدًا للعلاقات الثنائية المتنامية بين البلدين.
وأوضح بيسكوف، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام روسية، أن العمل في مشروع الضبعة يسير بوتيرة إيجابية، وأن موسكو ترى في تطوراته الأخيرة مؤشرًا يدعو للتفاؤل بشأن قرب موعد تشغيل المفاعل الأول من المحطة. وأضاف المتحدث باسم الكرملين أن الجانبين الروسي والمصري يواصلان التنسيق الفني واللوجستي لإنجاز المراحل المتبقية وفق الجدول المخطط له، ضمن شراكة وصفها بأنها إحدى الركائز الأساسية للعلاقات بين البلدين.
وفي سياق آخر، نفى بيسكوف وجود أي خطط لعقد لقاءات تجمع مسئولين من الحكومة الروسية مع وزير الجيش الأمريكي دانيال دريسكول، عقب زيارته الأخيرة إلى أوكرانيا، مؤكدًا أن موسكو لم تتلق أي طلب رسمي لعقد اجتماعات من هذا النوع، ولا توجد أي ترتيبات سياسية مطروحة حاليًا في هذا الاتجاه.
وتطرق المتحدث باسم الكرملين إلى المباحثات التي جرت سابقًا بين الوفدين الروسي والأمريكي في ولاية ألاسكا، موضحًا أن الجانبين ناقشا حينها سبل الوصول إلى تسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا، إلا أن تلك المناقشات لم تسفر عن تطورات ملموسة خلال الأسابيع الأخيرة. وشدد على أن موقف بلاده لا يزال قائمًا على ضرورة التوصل إلى حل شامل يضمن الأمن الروسي ويأخذ في الاعتبار الحقائق الميدانية.

وعلّق بيسكوف على قرار بولندا إغلاق القنصلية العامة الروسية داخل أراضيها، معتبرًا الخطوة غير منطقية ومؤسفة، خاصة في ظل ما وصفه بالتصعيد غير المبرر في السلوك السياسي البولندي تجاه موسكو. وأشار إلى أن هذه الإجراءات لا تساهم في استقرار العلاقات الثنائية، ولا تخدم المصالح الأوروبية على المدى البعيد.
وفي سياق العلاقات الدولية، أكد بيسكوف أن روسيا مستمرة في توسيع علاقاتها مع الدول الأفريقية، عبر تعزيز التعاون الاقتصادي والتقني والاستثماري، مشيرًا إلى أن القارة الإفريقية تمثل أحد أهم محاور السياسة الخارجية الروسية في المرحلة الحالية، وأن موسكو ماضية في بناء شراكات استراتيجية جديدة وتعميق الشراكات القائمة.
واختتم المتحدث باسم الكرملين تصريحاته بالتأكيد على أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا مستمرة، وأن القوات الروسية تواصل التصدي لمحاولات قوات كييف شن هجمات باستخدام أسلحة غربية، مؤكدًا أن الجيش الروسي يتعامل مع هذه التهديدات «بشكل منهجي وفعّال» وفق تعبيره.