دراسات وأبحاث

ماذا يعني تصنيف السعودية "حليفًا رئيسيًا" خارج الناتو؟

الأربعاء 19 نوفمبر 2025 - 07:15 م
نرمين عزت
الأمصار

حليف رئيسي من خارج الناتو لأي دولة يعني موقع إستراتيجي مهم جدًا، لكن هذا التصنيف يختلف تمامًا عن عضوية الناتو أو تحالف دفاعي كامل. 

وهو وضع تمنحه الولايات المتحدة لبعض الدول التي ليست أعضاء في الناتو، لكنه يعكس شراكة دفاعية قوية مع الولايات المتحدة.

وهذا التصنيف لا ينشئ التزامًا قانونيًا من الولايات المتحدة بالدفاع عن الدولة كما يفعل الناتو (لا وجود لـ “مادة دفاع جماعي” مثل المادة 5 في الناتو).

لكنه يمنح مزايا عسكرية: مثل تسهيلات في شراء الأسلحة الأميركية المتقدمة، التعاون في مشاريع التصنيع أو التطوير العسكري، تخزين معدات أميركية على أراضي الدولة المصنفة، وتدريب مشترك.

لماذا اختارت الولايات المتحدة منح هذا التصنيف للسعودية الآن؟

إعلان من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في نوفمبر 2025 بأن السعودية أصبحت “حليفًا رئيسيًا من خارج الناتو”.

هناك اتفاق “دفاع استراتيجي” موقّع بين السعودية والولايات المتحدة، ما يعزز تنسيق أمني عميق.

كما جاءت أيضًا صفقات تسليحية كبيرة مثل موافقة الولايات المتحدة لبيع طائرات F-35 للسعودية.

وأما عن السعودية.. فهي تستفيد من تسهيلات تمويل عسكرية من الولايات المتحدة، وكذلك إمكانية الوصول إلى تقنيات وصيانة عسكرية مشتركة.

ما تستفيده السعودية من هذا التصنيف:

تسهيل شراء الأسلحة الأميركية المتقدمة ونقل التكنولوجيا العسكرية بسرعة أكبر وبشروط أفضل.

إمكانية تخزين أسلحة أميركية احتياطية على أراضي الدولة (مثل مخازن حربية).

أولوية في الحصول على معدات عسكرية فائضة من الجيش الأميركي (مثل طائرات أو سفن).

السماح لشركات الدولة بالمنافسة على عقود صيانة وإصلاح المعدات العسكرية الأميركية في الخارج.

تمويل أفضل لشراء الأسلحة، وقروض مواد ومعدات لأغراض البحث والتطوير المشترك.

تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي، والتدريبات العسكرية المشتركة.

الفرق بين التصنيف هذا وتحالف دفاعي

ليس تحالف دفاعيًا ملزمًا قانونيًا: مثل الناتو، حيث “الهجوم على عضو يساوي هجوم على الجميع” (مبدأ المادة 5). في التصنيف “حليف من خارج الناتو” لا يوجد ضمان أمريكي قطعي للدفاع العسكري إذا تعرض الحليف لهجوم.

وأيضا فهي شراكة استراتيجية وليس التزام كامل: الهدف الرئيسي هو التعاون الأمني، التعاون التسليحي، التدريب، التخزين العسكري، وليس الدفاع الجماعي التلقائي كما في حلف شمال الأطلسي.

مرونة أمريكية: هذا التصنيف يسمح للولايات المتحدة ببناء شبكة من الحلفاء الأمنيين في مناطق استراتيجية دون الدخول في تحالفات كثيرة الالتزام، فهو أداة استراتيجية دبلوماسية وعسكرية.

ما هو حلف الناتو؟

حلف شمال الأطلسي؛ وهو تحالف دفاعي سياسي وعسكري بين دول من أوروبا وأمريكا الشمالية أسسه معاهدة دولية. الهدف الأساسي: ضمان أمن أعضائه من خلال التعاون السياسي والعسكري والالتزام بالدفاع المشترك.

وقد وقّعت الدول المؤسسة معاهدة واشنطن في 4 أبريل 1949 كاستجابة لمخاوف أمنية بعد الحرب العالمية الثانية وصعود التوتّر مع الاتحاد السوفييتي. الغرض كان خلق إطار للدفاع الجماعي وللتعاون السياسي بين الدول الأطلسية.

المادة 5 من المعاهدة تنصّ على أن أي هجوم مسلّح على عضو يُعتبر هجومًا على الجميع، ويُلزم الحلفاء بالتشاور واتخاذ الإجراءات اللازمة، وقد تتضمن هذه الإجراءات استخدام القوة. المادة 5 هي أساس الالتزام المتبادل داخل الناتو. (تفعيل المادة 5 حصل مرة واحدة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة).

هذه بعض الدول التي تمّ تصنيفها من قِبَل الولايات المتحدة كـ “حليف رئيسي من خارج الناتو” :

الأرجنتين - أستراليا- البحرين- البرازيل- كولومبيا- مصر- إسرائيل- اليابان- الأردن- كينيا- الكويت- المغرب-نيوزيلندا- باكستان- الفلبين- قطر- كوريا الجنوبية- تايلاند- تونس- السعودية مؤخرًا.