أعلنت وزارة الدفاع في رومانيا، اليوم الأربعاء، أن سلاح الجو الروماني رصد طائرة بدون طيار اخترقت المجال الجوي للبلاد خلال الساعات الماضية، ما استدعى رفع مستوى التأهب وإقلاع مقاتلات رومانية وألمانية بشكل عاجل للتعامل مع الموقف.
وذكرت الوزارة في بيان رسمي أن طائرتين ألمانيتين من طراز "يوروفايتر تايفون" أقلعتا من قاعدة ميخائيل كوجالنيشينو الجوية الواقعة جنوب شرقي رومانيا، في مهمة مراقبة اعتراضية على طول الحدود مع أوكرانيا، بعد رصد تحرك غير طبيعي لطائرة مسيّرة يشتبه في أنها عبرت المجال الجوي الروماني من اتجاه الحدود الشمالية الشرقية.
وقبل عمليات الإقلاع، أصدرت السلطات الرومانية تحذيرًا جويًا لمقاطعة تولتشيا الشمالية، بعدما التقطت أنظمة الرادار العسكرية هدفًا غير محدد تبيّن لاحقًا أنه طائرة مسيرة توغلت لمسافة تقارب ثمانية كيلومترات داخل المجال الجوي الروماني، قادمة من منطقة فيلكوف ومتجهة نحو بيريبرافا وتشيليا فيتشي، قبل أن تختفي عن شاشات الرادار.

وعادت الطائرة للظهور بشكل متقطع على مدار 12 دقيقة تقريبًا، وكانت تتحرك وفق المسار الآتي: من كوليباشي داخل جمهورية مولدوفا باتجاه فولتيشتي، ثم إلى منطقة أوانشيا داخل رومانيا. هذا التحرك دفع السلطات إلى إطلاق إنذار جوي إضافي، تزامنًا مع إقلاع مقاتلتين من طراز إف-16 تابعتين لسلاح الجو الروماني من القاعدة الجوية 71 في كامبيا تورزي شمال غربي البلاد، وفق البيان العسكري.
وأكدت وزارة الدفاع الرومانية أنه لم ترد أي تقارير عن سقوط حطام طائرة مسيّرة أو حدوث اصطدام داخل الأراضي الرومانية.
وأوضحت أن فرقًا ميدانية متخصصة تقف على أهبة الاستعداد لبدء عمليات بحث أرضية في حال ظهور أي معلومات إضافية تشير لموقع محتمل لسقوط الطائرة.
وقال كورنيليو بافيل، المتحدث باسم وزارة الدفاع الرومانية، إن القوات الجوية حصلت على إذن رسمي بـ “التعامل مع الهدف وإسقاطه إذا لزم الأمر”، لكنه أشار إلى أنه تم اتخاذ قرار بعدم الاشتباك بسبب ظهور الإشارة بشكل متقطع على الرادار وصعوبة تحديد الهدف بدقة.
ويأتي هذا التوتر الأمني بعد يومين فقط من تنفيذ السلطات الرومانية عمليات إخلاء احترازية في قريتي بلاورو وسيتالتشيوي في مقاطعة تولتشيا، عقب اندلاع حريق في سفينة تحمل غازًا بتروليًا مسالًا داخل أحد الموانئ الأوكرانية القريبة من الحدود الرومانية، نتيجة هجوم بطائرة مسيّرة استهدف الميناء الأوكراني.
وتعكس هذه التطورات مدى الحساسية الأمنية في المناطق الحدودية بين رومانيا وأوكرانيا، في ظل تزايد حوادث اختراق المجال الجوي خلال الأشهر الأخيرة بسبب النزاع المستمر في المنطقة.