أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، اليوم الأربعاء، أن المملكة المتحدة أعدت جميع الخيارات لمواجهة أي تحرك محتمل لسفينة التجسس الروسية في حال شكلت تهديداً على الأمن القومي أو مصالحها البحرية. جاء ذلك على لسان وزير الدفاع البريطاني خلال مؤتمر صحفي عقده في لندن، حيث أكد أن القوات المسلحة تراقب عن كثب تحركات السفينة الروسية في المياه القريبة من مناطق استراتيجية وحيوية.
وأوضح الوزير أن الهدف الأساسي هو ضمان الردع الفعال وحماية المصالح البريطانية، مع الحفاظ على ضبط النفس وتجنب أي تصعيد غير ضروري. وأضاف أن جميع السيناريوهات قد تم دراستها بدقة، بما يشمل الرد البحري المباشر والتعاون مع الحلفاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) لمواجهة أي تهديد محتمل.

ويأتي هذا التصريح في وقت تشهد فيه العلاقات بين روسيا والدول الغربية توتراً متزايداً، خصوصاً بعد تصاعد أنشطة السفن الروسية المخصصة للاستخبارات البحرية في مناطق حساسة حول العالم.
وأفادت مصادر عسكرية أوروبية بأن موسكو كثفت من عمليات جمع المعلومات في مياه قريبة من الموانئ الأوروبية، ما دفع لندن لتعزيز المراقبة البحرية وتكثيف التحليلات الاستخباراتية للتأكد من عدم وجود تهديد مباشر للملاحة الدولية.
وبحسب وزارة الدفاع البريطانية، فقد تم رصد السفينة الروسية عدة مرات خلال الأسابيع الماضية في مناطق استراتيجية، ما دفع البحرية الملكية إلى نشر دوريات إضافية، واستخدام تقنيات متقدمة تشمل الأقمار الصناعية والطائرات البحرية وأنظمة الرادار الحديثة لضمان القدرة على الرد الفوري في حال أي تحرك عدائي.
وأشار الوزير البريطاني إلى أن التعاون مع الدول الحليفة في الناتو يرفع من كفاءة المملكة المتحدة في التعامل مع أي تهديد، ويتيح الرد على التحركات الروسية بشكل سريع وفعال، مؤكداً أن "الأمن البحري الوطني أولوية قصوى ولن تتهاون بريطانيا في حمايته".
وأكدت الوزارة أن الاستعدادات الحالية لا تهدف إلى تصعيد الأزمة، بل لضمان قدرة بريطانيا على حماية مصالحها البحرية ومنع أي محاولة لاستخلاص معلومات استراتيجية أو إعاقة حرية الملاحة في المياه الدولية. ولفتت إلى أن مراقبة السفن الروسية ستستمر بشكل دائم، مع تقديم تقارير دورية للجهات الحكومية المختصة حول أي نشاط مريب قد يشكل تهديداً للأمن القومي البريطاني.