بحث سفير جمهورية الصومال الفيدرالية لدى جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، السفير علي عبدي أواري، مع سفير المملكة الأردنية الهاشمية في القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، السفير أمجد العضايلة، سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وذلك خلال لقاء دبلوماسي عُقد اليوم في العاصمة المصرية القاهرة.
وجاء اللقاء في إطار حرص البلدين الشقيقين على توسيع دائرة التشاور والتنسيق السياسي، وتطوير مسارات التعاون المشترك في مختلف المجالات، بما يخدم المصالح الاستراتيجية للصومال والأردن ويعزّز من دورهما داخل المحيط العربي والإقليمي.
وفي مستهل الاجتماع، أكد السفير الصومالي علي عبدي أواري قوة العلاقات التاريخية التي تجمع الشعبين الصومالي والأردني، موضحًا أن تلك الروابط تستند إلى أسس راسخة من الاحترام المتبادل والتعاون البنّاء. وشدد على أن حكومة جمهورية الصومال الفيدرالية تولي أهمية كبيرة لتعميق التنسيق الدائم مع المملكة الأردنية الهاشمية، خاصة فيما يتصل بالقضايا الإقليمية والتحديات العربية المشتركة، وعلى رأسها قضايا الأمن الإقليمي والاستقرار والتنمية.
وأوضح أواري خلال حديثه أن الصومال يشهد خلال السنوات الأخيرة تقدمًا ملحوظًا في مجالات الأمن والاستقرار وإعادة بناء مؤسسات الدولة، مؤكدًا استمرار الجهود الحكومية لتحسين الوضع الاقتصادي وتعزيز فرص الاستثمار في البلاد.

كما دعا إلى استمرار دعم الدول العربية، وفي مقدمتها الأردن، لجهود التنمية التي تبذلها الصومال، باعتبار أن استقرار الدولة الصومالية يمثل ركيزة أساسية لأمن منطقة القرن الأفريقي وشرق إفريقيا.
من جانبه، أعرب السفير الأردني في القاهرة أمجد العضايلة عن تقدير المملكة الأردنية الهاشمية لما تحقق في الصومال من مؤشرات إيجابية على مستوى الأمن والبناء المؤسسي. وأكد العضايلة حرص حكومته على مواصلة دعم جمهورية الصومال الفيدرالية، سواء من خلال التعاون السياسي أو عبر المشروعات التنموية وبرامج التدريب والتأهيل.
كما شدد السفير الأردني على أهمية مواصلة عقد مثل هذه اللقاءات التي تُعزّز من وحدة الموقف العربي، خاصة في ظل التطوّرات المتسارعة التي يشهدها الإقليم، مشيرًا إلى أن الأردن يؤمن بضرورة تنسيق الجهود العربية لمواجهة التحديات المشتركة وإيجاد حلول عملية تدعم الأمن والاستقرار في المنطقة.
واتفق الجانبان خلال الاجتماع على استكمال مسارات التعاون القائمة، ودراسة آفاق جديدة للتعاون في مجالات التعليم والصحة والأمن ومكافحة الإرهاب، إضافة إلى بحث فرص تعزيز التبادل التجاري والاستثمارات بين البلدين. كما جرى التأكيد على ضرورة تفعيل اللجان المشتركة بين الصومال والأردن، بما يضمن متابعة الملفات المطروحة ودفع العلاقات إلى مراحل أكثر تقدّمًا.
ويأتي هذا اللقاء في وقت يشهد فيه العمل العربي المشترك حاجة متزايدة إلى تعزيز التنسيق بين الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، بما يسهم في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية التي يشهدها العالم العربي.