بين ملفات مُشتعلة وتحوّلات جيوسياسية حساسة، رفع الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، مكانة «المملكة العربية السعودية» إلى مرتبة «الحليف الرئيسي» من خارج حلف «الناتو»، وهو تصنيف لا تمنحه «واشنطن» إلا لحلفائها «الأكثر أهمية». ويُشير القرار إلى مرحلة جديدة من التنسيق الأمني والعسكري بين البلدين.
وفي التفاصيل، نقل «البيت الأبيض»، عن الرئيس دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، أنه جرى تصنيف «السعودية» رسميًا، كحليف رئيسي من خارج «الناتو».
وقال ترامب: «يُسعدني أن أُعلن أننا نرفع مستوى تعاوننا العسكري إلى مستويات أعلى من خلال تصنيف المملكة العربية السعودية رسميًا حليفًا رئيسيًا من خارج حلف الناتو».
يأتي ذلك فيما أعلن البيت الأبيض عن توقيع «ترامب»، وولي العهد السعودي، «الأمير محمد بن سلمان»، اتفاقية الدفاع الاستراتيجي المشتركة وهي «اتفاقية تاريخية تُعزز الشراكة الدفاعية التي استمرت لأكثر من (80) عامًا وتُعزز الردع في جميع أنحاء الشرق الأوسط».
وكان ولي العهد السعودي، «محمد بن سلمان»، قال خلال لقائه «ترامب»، في زيارة وُصفت بـ«التاريخية» إلى البيت الأبيض، إن العلاقة مع الولايات المتحدة حيوية لأمننا، وعلاقة المملكة مع واشنطن تاريخية وحيوية ونستعد لفصل جديد من العلاقة يضيف للبلدين.
من جهته، صرّح «ترامب» خلال اللقاء، أن مقاتلات «إف 35» التي سنُقدمها للسعودية مُشابهة لتلك الخاصة بإسرائيل، مُشيرًا إلى أن العلاقة الأمريكية السعودية في «أفضل حالاتها» وأن «السعودية حليف حقيقي لبلاده».
وكان الرئيس ترامب استقبل الأمير محمد بن سلمان في البيت الأبيض بمراسم استقبال «مُهيبة»، في أول زيارة له منذ (7) سنوات. وشهدت المناسبة رفع أعلام البلدين في أرجاء البيت الأبيض، فيما شهدت سماء العاصمة «واشنطن» استعراضًا جويًا تزامن مع وصول ولي العهد السعودي. وجرى خلال الاستقبال تبادل حديث بينهما، في أجواء وُصفت بأنها «تعكس عُمق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين».
من ناحية أخرى، في خضم الزخم الدولي وترقّب العواصم العالمية لاجتماع قادة «مجموعة العشرين»، كسر الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، حالة الغموض بإعلان حاسم. فبينما كانت التوقعات تتأرجح، جاء قراره ليضع حدًّا للتساؤلات حول مشاركته في القمة المُرتقبة بجنوب إفريقيا.
وفي التفاصيل، أعلن دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، أنه لا يعتزم السفر إلى «جنوب إفريقيا» لحضور قمة دول مجموعة العشرين.
وقال «ترامب»، في البيت الأبيض خلال لقائه مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان: «لن أُسافر إلى جنوب إفريقيا لحضور قمة مجموعة العشرين».
وكان الرئيس ترامب قد انتقد جنوب إفريقيا مرارًا في السابق. ففي مايو الماضي، خلال محادثته مع رئيس جنوب إفريقيا، «سيريل رامافوزا» في البيت الأبيض، حاول ترامب عرض مقاطع فيديو زعم أنها تُثبت حدوث عنف ضد المزارعين البيض في الجمهورية الإفريقية، واصفًا ما يحدث بـ«الإبادة الجماعية».
من جهته، تجاهل «رامافوزا» معظم التسجيلات، نافيًا الادعاءات بأن جنوب إفريقيا «تنتهج سياسة حكومية تهدف إلى انتهاك حقوق المزارعين البيض». ولاحقًا، أعرب سيريل رامافوزا عن تقييم «إيجابي» للقاء.
وفي وقت لاحق، وقّع «ترامب» مرسومًا بتعليق المساعدات عن «جنوب إفريقيا»، وأعلن أن الولايات المتحدة ستُوفر للمزارعين الراغبين في مغادرة جنوب إفريقيا لأسباب أمنية «مسارًا سريعًا للحصول على الجنسية». وقد انتقدت وزارة الخارجية الجنوب إفريقية مُخطط واشنطن لإعادة توطين الجنوب إفريقيين البيض في الولايات المتحدة.
على جانب آخر، في خضم الضجيج المُتصاعد حول قضية رجل الأعمال، «جيفري إبستين»، خرج الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، ليكسر صمتًا ثقيلاً، مُؤكّدًا أن إدارته لن تسمح لهذه العاصفة الإعلامية بأن تحجب ما حققته من «إنجازات». فبينما تتسارع الاتهامات وتتشابك الروايات، يُشدد «ترامب» على أن الأولوية تبقى لما أنجزته واشنطن في الداخل والخارج، لا لما يُحاول البعض تضخيمه لصرف الأنظار.