شهدت شبكة الإنترنت العالمية اليوم انقطاعًا واسع النطاق في خدمات شركة "كلاود فلير" (Cloudflare)، وهي إحدى أبرز شركات الأمن السيبراني وتسريع المواقع على مستوى العالم.
الانقطاع أثر على عدد من المواقع والتطبيقات الشهيرة، من بينها منصة ChatGPT لتوليد المحتوى الذكي بالذكاء الاصطناعي، وإكس (Twitter سابقًا)، ما تسبب في توقف هذه الخدمات عن ملايين المستخدمين حول العالم لفترة متفاوتة.

من بين أكثر الخدمات المتأثرة بالعطل، ChatGPT، التطبيق الذي أصبح من أبرز أدوات الذكاء الاصطناعي للتواصل وإنتاج المحتوى النصي والصوتي والبرمجي. يعتمد ملايين المستخدمين على ChatGPT لأغراض تعليمية وتجارية وشخصية، كما أصبح جزءًا أساسيًا من سير الأعمال في شركات عديدة حول العالم. أي توقف في الخدمة يؤدي إلى تأثير مباشر على المستخدمين، سواء كانوا طلابًا، باحثين، مطورين، أو شركات تعتمد على هذه التقنية لتقديم خدماتها.
أما منصة إكس، فهي الشبكة الاجتماعية الشهيرة التي كان يُعرف عنها تويتر، والتي يستخدمها ملايين الأشخاص للتواصل ومتابعة الأخبار اللحظية، بالإضافة إلى كونها منصة رئيسية للمسوقين والصحفيين والمؤثرين. توقف الوصول إلى هذه المنصة يؤدي إلى تعطيل تدفق المعلومات على نطاق واسع ويخلق حالة من القلق بين المستخدمين.

شركة "كلاود فلير" أكدت في بيان رسمي أن الانقطاع جاء نتيجة خلل فني في الشبكة أدى إلى توقف بعض الخدمات مؤقتًا عن الملايين من المستخدمين حول العالم.
ووفقًا لمصادر داخل الشركة، فإن سبب العطل يرتبط بنظام توزيع البيانات الخاص بالشركة، والذي يضمن وصول المحتوى بسرعة وأمان إلى المستخدم النهائي أي خلل في هذا النظام يؤدي إلى توقف المواقع المرتبطة بالشبكة أو بطء شديد في تحميلها.
الخبراء التقنيون أشاروا إلى أن العطل قد يكون مرتبطًا بـ:

العطل أثر بشكل مباشر على ملايين المستخدمين، سواء في القطاع الشخصي أو التجاري. مستخدمو ChatGPT اشتكوا من توقف الخدمة فجأة، ما أعاق أعمالهم اليومية، بينما أشار مستخدمو إكس إلى صعوبة متابعة الأخبار والتفاعل مع المتابعين، وهو ما خلق حالة من الإرباك خاصة للصحفيين والمسوقين الرقميين.
كما أن توقف المواقع يؤثر على الشركات التي تعتمد على هذه الخدمات بشكل كامل، سواء في تقديم خدمات العملاء، أو إدارة الحملات التسويقية، أو إجراء الأبحاث وتحليل البيانات. بعض الشركات الكبيرة أصدرت بيانات طمأنة لعملائها مؤكدة أنها تعمل على إيجاد حلول بديلة مؤقتة حتى عودة الخدمات.
شركة "كلاود فلير" بدأت على الفور متابعة المشكلة، حيث أصدرت بيانًا رسميًا قالت فيه إنها تعمل على إصلاح الخلل بأقصى سرعة ممكنة، وأن فرق الدعم الفني تراقب الأنظمة على مدار الساعة لضمان عودة الخدمات إلى طبيعتها. الشركة وعدت بتقديم تقرير شامل بعد حل المشكلة يوضح الأسباب بالتفصيل وخططها لتفادي أي انقطاعات مستقبلية.
كما أكدت الشركة أنها لن تتهاون في أي خلل يمكن أن يؤثر على عمل المستخدمين، مشيرة إلى أن هذه الأحداث نادرة لكنها تظهر أهمية الاستثمارات المستمرة في تطوير الشبكات وحماية البيانات.
الخبراء حذروا من أن أي عطل في خدمات "كلاود فلير" يمكن أن يكون له تأثير بعيد المدى على الإنترنت، خصوصًا أن الشركة تخدم ملايين المواقع حول العالم، من بينها مواقع حكومية وتجارية وإخبارية.
العطل الأخير يعكس الحاجة إلى خطط احتياطية قوية من قبل الشركات لتفادي توقف أعمالها عند حدوث أي خلل مفاجئ في شبكات الطرف الثالث.
بالإضافة إلى ذلك، يُتوقع أن تراجع "كلاود فلير" استراتيجياتها في إدارة البيانات، وتحسين قدرات استجابتها للطوارئ، وتعزيز البنية التحتية لمراكز البيانات لضمان استقرار الخدمات، خصوصًا الخدمات الحيوية مثل ChatGPT وإكس وغيرها من التطبيقات المعتمدة عليها.
مستخدمي الإنترنت عبر منصات التواصل الاجتماعي أعربوا عن قلقهم من توقف بعض الخدمات، مؤكدين أنهم يواجهون صعوبة في متابعة أعمالهم اليومية أو التفاعل مع الأخبار
بعض المستخدمين استخدموا الوسوم على إكس لتوثيق الانقطاع والتواصل مع فرق الدعم الفني للشركات المتأثرة.
كما ظهرت حالات من الفكاهة على الإنترنت بين المستخدمين، إذ اعتبر البعض أن توقف ChatGPT فرصة لأخذ استراحة من الذكاء الاصطناعي، بينما عبر آخرون عن استيائهم من تأثير الانقطاع على أعمالهم التجارية.
يأتي هذا العطل ليذكّر المستخدمين والشركات بأهمية وجود خطط بديلة عند الاعتماد على شبكات الطرف الثالث لتقديم الخدمات الرقمية.
وشركة "كلاود فلير" تبذل جهودًا لإعادة كل الخدمات إلى طبيعتها، ومن المتوقع أن تعود المواقع الكبرى مثل ChatGPT وإكس للعمل تدريجيًا خلال الساعات القادمة.
المستخدمون والشركات ينتظرون تقرير الشركة النهائي حول أسباب العطل، وكذلك الخطوات التي ستتخذها لضمان عدم تكرار مثل هذه الانقطاعات مستقبلاً، خصوصًا في ظل الاعتماد المتزايد على الإنترنت وخدمات الذكاء الاصطناعي في جميع جوانب الحياة اليومية.