أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، خلال اتصال هاتفي، أهمية تكثيف الجهود الدولية من أجل وقف الحرب الدائرة في السودان، وتهيئة الظروف اللازمة لتحقيق الاستقرار وإنهاء المعاناة الإنسانية المتفاقمة هناك.
وشدد الجانبان على ضرورة حشد الدعم الإقليمي والدولي لإيجاد حل شامل يوقف تدهور الأوضاع الميدانية ويحمي المدنيين.
وقال السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، إن رئيس الوزراء البريطاني استهل الاتصال بتهنئة الرئيس المصري على افتتاح المتحف المصري الكبير، واصفًا إياه بأنه صرح حضاري فريد يعكس عُمق التاريخ المصري ودوره الثقافي.
وأشاد ستارمر بما يمثله المشروع من إضافة مهمة للسياحة والتراث الإنساني.
وتناول الاتصال مسار العلاقات الثنائية بين مصر والمملكة المتحدة، حيث أعرب الطرفان عن ارتياحهما لمستوى التطور الذي تشهده مجالات التعاون المشترك، خاصة في الملفات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية. كما أكد الجانبان حرصهما على مواصلة العمل لتعزيز الشراكة بين البلدين، وفتح آفاق أوسع للتعاون في مجالات التنمية، والتجارة، والاستثمارات المتبادلة، بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين المصري والبريطاني.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الاتصال تطرق كذلك إلى مستجدات القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في قطاع غزة. وأعرب رئيس الوزراء البريطاني عن تقديره للجهود المصرية التي أسهمت في التوصل إلى اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة، وكذلك تنظيم قمة شرم الشيخ للسلام، التي شكلت خطوة مهمة نحو دعم المسار السياسي واحتواء التوتر.
كما ناقش الجانبان القرار الأخير لمجلس الأمن بشأن غزة، وأكدا ضرورة البناء على الزخم الدولي المصاحب له لتثبيت وقف إطلاق النار، وضمان التهدئة واستعادة الاستقرار في القطاع. وشددا على أهمية ضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ومنتظم، بما يلبي الاحتياجات الملحة لسكان القطاع، ويمكّن من بدء عملية إعادة الإعمار في أقرب وقت.
وفي السياق ذاته، شدد رئيس الوزراء البريطاني على ضرورة إدخال المساعدات بكميات كافية إلى المدنيين في غزة، معربًا عن استعداد بلاده للعمل مع شركائها الدوليين لتسهيل عمل منظمات الإغاثة الإنسانية، وضمان قدرتها على الوصول الآمن إلى المناطق المتضررة دون عوائق.
وأكد الجانبان مواصلة التنسيق والتشاور بشأن الملفات الإقليمية، بما يعزز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وأفريقيا، ويخدم جهود إحلال السلام في المناطق التي تشهد صراعات ممتدة.