جيران العرب

بوتين يطلق مشروع بناء كاسحة الجليد النووية "ستالينجراد"

الثلاثاء 18 نوفمبر 2025 - 06:12 م
هايدي سيد
الأمصار

أعطى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، إشارة البدء لبناء كاسحة الجليد النووية الجديدة "ستالينجراد"، وذلك خلال مراسم رسمية نُظمت عبر تقنية الفيديو من حوض بناء السفن "البلطيق" التابع لشركة صناعة السفن الموحّدة في مدينة سانت بطرسبورغ في روسيا.

 ويأتي إطلاق هذا المشروع ضمن مساعي موسكو لتدعيم حضورها في المنطقة القطبية وتعزيز قدراتها في مجال الملاحة البحرية في الممرات الشمالية.

وبحسب ما أفاد به مراسل وكالة الأنباء الروسية "تاس"، فإن تسمية السفينة الجديدة تأتي تكريمًا لصمود مدينة ستالينجراد—المعروفة اليوم باسم فولغوغراد—خلال الحرب الوطنية العظمى، حيث شهدت واحدة من أكثر المعارك حسمًا في التاريخ خلال الحرب العالمية الثانية.

 وتعد هذه التسمية رسالة رمزية تعكس مكانة هذه المعركة في الوعي الروسي والدور الذي لعبته في تغيير مسار الحرب.

وخلال كلمته في المراسم، شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن بلاده تمضي قدمًا في تطوير أسطولها الفريد من كاسحات الجليد ذات الدفع النووي، مؤكدًا أن العمل على تحديث هذه السفن يعد ركيزة أساسية في الاستراتيجية البحرية الروسية. وقال بوتين إن "روسيا تعمل اليوم بشكل نشط ومتواصل على تطوير أسطولها الفريد من كاسحات الجليد، وتزويده بالتكنولوجيا الحديثة"، مشيرًا إلى أن امتلاك مثل هذه القدرات يمثل عنصر قوة لروسيا في الشمال المتجمد.

وأوضح الرئيس الروسي أن بلاده ستواصل توسيع أسطولها من السفن القطبية والعمل على تطوير صناعة بناء السفن رغم التحديات الجيوسياسية الراهنة. وأضاف قائلًا: "من المهم تعزيز موقف روسيا باستمرار وتقوية موقعها في القطب الشمالي، بالإضافة إلى تطوير الإمكانات اللوجستية لبلدنا بالكامل". واعتبر بوتين أن كاسحة الجليد الجديدة "ستالينجراد" ستجسد "الموهبة والقوة الإبداعية للشعب الروسي"، مشددًا على أن المشروع يمثل خطوة متقدمة في مسيرة روسيا نحو تعزيز قدرتها على الملاحة في أقسى البيئات الطبيعية.

ويأتي إطلاق المشروع في وقت تؤكد فيه موسكو أن تطوير أسطول كاسحات الجليد النووية يمثل أولوية وطنية، بالنظر إلى الدور المتنامي لطريق البحر الشمالي الذي تطمح روسيا إلى جعله ممرًا بحريًا دوليًا يمكن استخدامه على مدار العام. وتعمل روسيا منذ سنوات على بناء وتحديث سلسلة من كاسحات الجليد العملاقة بهدف دعم تجارتها عبر الممر القطبي وضمان حركة السفن رغم الظروف المناخية القاسية.

وتعد كاسحات الجليد الروسية الأكبر والأكثر تقدمًا على مستوى العالم، إذ تعتمد على مفاعلات نووية تمنحها القدرة على اختراق طبقات جليد كثيفة وفتح ممرات ملاحية حيوية في المناطق القطبية، الأمر الذي يمنح روسيا تفوقًا استراتيجيًا في منطقة تتزايد فيها المنافسة الدولية بين القوى الكبرى.

وبإطلاق كاسحة الجليد "ستالينجراد"، تؤكد موسكو استمرار توجهها نحو تعزيز نفوذها البحري في القطب الشمالي، في خطوة تُعد جزءًا من خطة طويلة المدى لترسيخ سيطرتها على واحد من أهم الممرات البحرية المستقبلية في العالم.