بدأ رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي زيارة رسمية إلى العاصمة الإسبانية مدريد، اليوم الثلاثاء، في محطة جديدة ضمن جولته الأوروبية التي تهدف إلى حشد مزيد من الدعم العسكري والسياسي لبلاده في مواجهة التقدم الروسي على جبهات القتال.
واستهل الرئيس الأوكراني زيارته بعقد لقاء مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، قبل أن يتوجه إلى البرلمان الإسباني حيث استقبله رئيسا مجلسي النواب والشيوخ.
وذكرت صحيفة لابانجورديا الإسبانية أنّ زيلينسكي عقد اجتماعاً مهماً مع كبار مصنّعي الأسلحة والمعدات الدفاعية في إسبانيا، في إطار مساعيه لتأمين احتياجات الجيش الأوكراني من الأنظمة الدفاعية المتطورة.
كما يُرتقب أن يجري مباحثات مع الملك فيليبي السادس وعدد من المسؤولين المعنيين بقطاع الدفاع الوطني، سعياً للحصول على دعم إضافي، خصوصاً في مجال تعزيز قدرات الدفاع الجوي الأوكرانية.
وتأتي زيارة الرئيس الأوكراني في وقت تحاصر فيه حكومته أزمة سياسية داخلية تتعلق بجدل حول قضايا فساد أثارت انتقادات داخلية وخارجية، إلا أن زيلينسكي يسعى إلى طمأنة حلفائه الأوروبيين بتأكيد استمرار التزام كييف بالإصلاحات رغم الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
وتشكّل مدريد المحطة الثالثة في جولة أوروبية مكثفة بدأها زيلينسكي نهاية الأسبوع الماضي في اليونان، قبل أن يتوجه إلى فرنسا يوم الاثنين. ويجدد الرئيس الأوكراني خلال هذه الجولة مطالبه بزيادة الدعم العسكري، في ظل التحركات الروسية المتسارعة على الخطوط الأمامية.
ووفقاً لمصادر إعلامية أوروبية، يركز زيلينسكي في محادثاته على مسألة توفير مزيد من أنظمة الدفاع الجوي، باعتبارها أولوية قصوى لحماية المدن والبنية التحتية الحيوية من الهجمات الروسية المتواصلة.

وتؤكد كييف أن تعزيز قدراتها الدفاعية يعد ضرورة ملحة في المرحلة الحالية، خاصة مع استمرار التفوق الجوي الروسي على بعض الجبهات.
وعلى الصعيد الميداني، لا يزال القتال محتدماً في محيط مدينتي بوكروفسك وكوبيانسك شرقي أوكرانيا، وهما من المناطق التي تسعى القوات الروسية للسيطرة عليها منذ أشهر.
ورغم تقارير روسية تتحدث عن اقتراب سقوط المدينتين، فإن كييف تؤكد أن قواتها لا تزال تقاوم بقوة في تلك الجبهات.
وفي جنوب شرق البلاد، تمكنت القوات الروسية خلال الأيام الماضية من السيطرة على عدة بلدات في جبهة زابوريزهيا، وهو ما أثار قلقاً واسعاً داخل الأوساط العسكرية الأوكرانية. ويشير عدد من الخبراء إلى أن النقص في عدد الجنود الأوكرانيين بات أحد أبرز التحديات التي تسمح بتقدم القوات الروسية في بعض المناطق.
وتسعى كييف إلى استثمار زيارات زيلينسكي الخارجية في تأمين الدعم المطلوب لتثبيت خطوطها الدفاعية ومنع المزيد من الخسائر الميدانية، في وقت تؤكد فيه الدول الأوروبية استمرار دعمها لأوكرانيا، مع بحث زيادة المساعدات العسكرية تبعاً لتطورات الوضع على الأرض.