في لحظة يتسابق فيها العالم لالتقاط أنفاسه وسط دخان الحرب في غزة، خرج «الصوت الجزائري» من قلب الأمم المتحدة ليُعلن موقفًا حاسمًا لا لبس فيه. موقفٌ يُجسّد تاريخًا طويلًا من الدفاع عن القضايا العادلة… ليُؤكّد مندوب الجزائر: «قرار وقف إطلاق النار في غزة يحظى بدعمنا».
وفي التفاصيل، أعلن المندوب الجزائري الدائم لدى الأمم المتحدة، «عمار بن جامع»، اليوم الثلاثاء، أن بلاده «دعمت» القرار الذي يهدف إلى وقف إطلاق النار بغزة وتهيئة الظروف للفلسطينيين لمُمارسة حقهم في تقرير المصير وإقامة دولتهم، مُؤكّدًا أن «السلام الحقيقي في الشرق الأوسط لا يُمكن تحقيقه بدون العدالة للشعب الفلسطيني الذي انتظر عقودًا من أجل إقامة دولته المُستقلة».
وشدد «بن جامع»، على مجموعة من النقاط بما فيها أن «هذا القرار يُمثّل جزء إضافيًا من الإطار العام الذي يُشكّل عقيدة الأمم المتحدة لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني»، مُشيرًا إلى أنه «يجب قراءة هذا القرار بكامله، فملحقه جزء لا يتجزأ منه، وعلى جميع الأطراف الالتزام به».
ويتضمن ملحق القرار خطة الرئيس «ترامب» المُكونة من (20) نقطة.
وأعرب المندوب الدائم للجزائر، عن أمله في أن يفتح تنفيذ خطة السلام هذه أفقًا حقيقيًا للشعب الفلسطيني لينال حقه في تقرير المصير وإقامة الدولة، حق يجمع الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، ويضع حدًا نهائيًا للمُعاناة.
وأوضح عمار بن جامع، أن المطلوب الآن هو «إرادة جماعية وصادقة وحاسمة من المجتمع الدولي لتنفيذ الخطة».
ويّرحُب القرار الذي يحمل (رقم 2803) بخطة الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، المُكونة من (20) نقطة لإنهاء النزاع في غزة والصادرة في (29 سبتمبر 2025).
وعقب التصويت، وصف السفير الأمريكي، «مايك والتز»، القرار بأنه «تاريخي وبناء»، مُضيفًا أنه «يُمثّل خطوة مُهمة أخرى نحو غزة مُستقرة قادرة على الازدهار، وبيئة تسمح لإسرائيل بالعيش في أمان».
في مشهد يُشبه الاحتفالات السياسية الكبرى، خرج الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، ليُهلّل للتصويت الأُممي بشأن «غزة»، مُعتبرًا القرار «انتصارًا عالميًا» يُسجَّل في تاريخ الأمم المتحدة، ويُجسّد قدرة العالم على توحيد كلمته خلف رؤية واحدة، بحسب وصفه.
وفي التفاصيل، هنأ دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، العالم على «التصويت المُذهل لمجلس الأمن الذي أقرّ تشكيل مجلس السلام بشأن غزة»، مُعتبرًا القرار «أحد أكبر التوافقات في تاريخ الأمم المتحدة».
وقال «ترامب» في تدوينة على منصة «تروث سوشيال»: «تهانينا للعالم على التصويت المُذهل لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قبل لحظات فقط، الذي يعترف ويُؤيد مجلس السلام الذي سوف أرأسه، ويشمل أقوى القادة وأكثرهم احتراما في جميع أنحاء العالم».
وأضاف الرئيس الأمريكي: «سيعتبر هذا التصويت واحدًا من أكبر الموافقات في تاريخ الأمم المتحدة، وسيُؤدي إلى مزيد من السلام في جميع أنحاء العالم، وهي لحظة ذات نسبة تاريخية حقيقية!».
وتابع دونالد ترامب قائلاً: «شكرًا للأمم المتحدة، وجميع البلدان في الأمم المتحدة.. مجلس الأمن، الصين، روسيا، فرنسا، المملكة المتحدة، الجزائر، الدنمارك، اليونان، غيانا، كوريا الجنوبية، باكستان، بنما، سيراليون، سلوفينيا، والصومال.. شكرًا أيضا لتلك البلدان التي لم تكن في هذه اللجنة، ولكنها دعمت بقوة الجهد، بما فيها قطر ومصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وإندونيسيا وتركيا والأردن»، مُشيرًا إلى أنه سيتم إصدار أعضاء مجلس الإدارة، والعديد من الإعلانات المُثيرة، في الأسابيع المُقبلة.
في لحظة تتقاطع فيها حسابات العواصم وتتصادم فيها رؤى القوى الدولية حول «مستقبل غزة»، خرج «الصوت الفلسطيني» ليكسر الصمت، مُعلنًا موقفه من قرار «مجلس الأمن» المُستند إلى خطة الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، في رسالة تحمل ملامح التحدي والتمسّك بالثوابت.
وفي التفاصيل، رحّبت «دولة فلسطين»، اليوم الثلاثاء، باعتماد مجلس الأمن الدولي مشروع القرار الأمريكي بشأن غزة الذي يُؤكّد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة.
وأكّدت دولة فلسطين، «ضرورة العمل فورًا على تطبيق هذا القرار على الأرض، بما يضمن عودة الحياة الطبيعية، وحماية شعبنا في قطاع غزة ومنع التهجير، والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال وإعادة الإعمار ووقف تقويض حل الدولتين، ومنع الضم».
وأبدت دولة فلسطين استعدادها الكامل للتعاون مع الإدارة الأمريكية وأعضاء مجلس الأمن والدول العربية والإسلامية والاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء والأمم المتحدة وجميع أطراف التحالف الدولي والشركاء في إعلان نيويورك، من أجل تنفيذ هذا القرار بما يُؤدي إلى إنهاء مُعاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، والذهاب إلى المسار السياسي الذي يقود إلى تحقيق السلام والأمن والاستقرار بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفق حل الدولتين المستند للقانون الدولي والشرعية الدولية.
وجددت دولة فلسطين التأكيد على جاهزيتها لتحمل كامل مسؤولياتها في قطاع غزة، في إطار وحدة الأرض والشعب والمؤسسات، باعتبار القطاع جزءًا لا يتجزأ من دولة فلسطين.
وشكرت دولة فلسطين جميع الدول التي أعربت عن جاهزيتها للعمل مع دولة فلسطين والأطراف المعنية من أجل إسناد جهود الدولة والشعب الفلسطيني نحو نهاية الاحتلال ونيل الحرية والاستقلال، انطلاقًا من سعيها إلى إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يحقق السلام والاستقرار والأمن في المنطقة والعالم أجمع.
وأقرّ «مجلس الأمن الدولي» مشروع قرار أمريكي مُعدّل يُؤيد خطة «ترامب» بشأن غزة، حيث صوّت (13) عضوًا لصالح مشروع القرار بشأن غزة، فيما امتنعت «روسيا» و«الصين» عن التصويت.
كما انتقدت حركة «حماس» القرار، مُؤكّدة أنه «يفرض آلية وصاية دولية على قطاع غزة وهو ما يرفضه الشعب الفلسطيني وقواه وفصائله».
وبهذا الترحيب، تُرسل «فلسطين» رسالة واضحة مُفادها أنها مُستعدة للتفاعل مع أي جهد دولي يدعم حقوق شعبها ويُمهّد لمرحلة أكثر استقرارًا في غزة.