أكدت النائبة العامة في السودان، انتصار أحمد عبد العال، أن النيابة العامة تلقت 1365 بلاغًا من نازحي مدينة الفاشر المقيمين في مدينة الدّبّة بالولاية الشمالية، تتعلق بانتهاكات وجرائم نسبت إلى قوات الدعم السريع.
جاء ذلك خلال زيارة النائبة العامة لمخيمات نازحي الفاشر في الدبّة، حيث اطلعت على أوضاع النازحين وسماع شكاواهم المتعلقة بما تعرضوا له من انتهاكات. وأوضحت أن البلاغات المقدمة تشمل جرائم قتل واغتصاب ونهب وفقدان أموال، إضافة إلى بلاغات مرتبطة بتدمير البنية التحتية للمدينة، وهو ما يعكس حجم التدمير الذي تعرضت له الفاشر منذ استيلاء قوات الدعم السريع على المدينة في 26 أكتوبر الماضي.
وأشارت النائبة العامة إلى أن هذه الجرائم لم تقتصر على الأفراد، بل طالت المرافق العامة والممتلكات الخاصة، ما أدى إلى نزوح آلاف السكان إلى مناطق أخرى، خاصة مدينة الدبّة، حيث أصبح المركز الرئيسي لاستقبال النازحين من ولاية شمال دارفور. وأكدت أن هذه الانتهاكات تمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين المحلية والدولية، مطالبة بمحاسبة كل من تورط في هذه الجرائم دون استثناء.

وأوضحت عبد العال أن مؤسسات العدالة في السودان تمتلك القدرة الكاملة على القيام بواجبها دون الحاجة إلى أي دعم خارجي، قائلة: «لدينا نيابة مستقلة وقضاء مستقل. قادرون على تحقيق العدالة ومعاقبة كل متفلت. ولن يفلت أحد من العقاب». وأضافت أن النيابة العامة تتعامل مع البلاغات بجدية كبيرة، وأن التحقيقات مستمرة لضمان محاسبة كل المسؤولين عن الانتهاكات.
وأكدت النائبة العامة أن جميع البلاغات سيتم التعامل معها وفقًا للإجراءات القانونية، مشددة على أهمية حماية حقوق النازحين وتقديم الدعم القانوني لهم، بما يضمن إعادة الحقوق المنتهكة وتعويض المتضررين. وأشارت إلى أن النيابة العامة تعمل بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية ومؤسسات الدولة لضمان سير التحقيقات بشكل شفاف وفعّال.
وتأتي تصريحات النائبة العامة وسط تحذيرات حقوقية محلية ودولية من استمرار الانتهاكات في دارفور، والتي أدت إلى نزوح أكثر من 100 ألف شخص خلال الأسابيع الأخيرة، مع تزايد المخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية واستمرار حالة الانعدام الأمني على طول طرق النزوح.
وشددت عبد العال على أن السودان ملتزم بالقانون الدولي وحقوق الإنسان، وأن الدولة لن تسمح بأي تجاوزات أو جرائم، مؤكدة أن مبدأ عدم الإفلات من العقاب سيكون ساريًا على الجميع دون استثناء، في محاولة لإعادة الأمن والاستقرار للمدينة والمناطق المتأثرة.