أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني، نعيم قاسم، اليوم الاثنين، أن ما وصفه بالوصاية الأمريكية على لبنان يمثل خطرًا بالغًا على سيادة الدولة وأمنها الوطني، مشددًا على أن الإجراءات الأخيرة التي تتخذها واشنطن تستهدف تضييق الخناق ماليًا على الحزب وكافة المواطنين اللبنانيين.
وجاءت تصريحات قاسم خلال حديثه لموقع النشرة اللبناني، حيث تناول فيها عدة ملفات سياسية وأمنية حساسة تتعلق بالوضع الداخلي في لبنان والمنطقة.
وأشار قاسم إلى أن وفد وزارة الخزانة الأمريكية أُرسل بهدف ممارسة ضغوط مالية مباشرة على حزب الله، مؤكدًا أن هذه الخطوات تمثل جزءًا من سياسة أمريكية شاملة لتقييد قدرات الدولة اللبنانية وفرض التبعية على مؤسساتها.
وأضاف أن هذه السياسة تهدد استقرار لبنان بأكمله، وأن استمرارها قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على الحياة الاقتصادية والسياسية في البلاد.

ولفت الأمين العام لحزب الله إلى أن الانتشار العسكري جنوب نهر الليطاني، وما وصفه بالتنازلات السياسية اللبنانية، بما فيها الإقرار بمبادئ ورقة براك، يمثل موقفًا ضعيفًا يمكن أن يضر بمصالح لبنان الوطنية. وأكد أن حزب الله يرفض أي خطوات تؤدي إلى تقليص السيادة أو قبول الوصاية الخارجية، مشيرًا إلى أن المقاومة اللبنانية تبقى رادعًا لأي اعتداء أو محاولة للسيطرة على البلاد.
وأشار قاسم إلى أن الحكومة اللبنانية تتحمل مسؤولية نجاح الدولة في مواجهة الضغوط والتهديدات، مؤكداً أن حزب الله كجزء من الحكومة يسعى إلى بناء لبنان المستقل والمحرر. وأوضح أن المقاومة لا تستسلم، وأن المشكلة الحقيقية تكمن في العدوان الإسرائيلي، وليس في وجود المقاومة، لافتًا إلى أن على الدولة اللبنانية وضع برامج واضحة للتعامل مع أي تهديد خارجي.
وشدد الأمين العام لحزب الله على تمسك الحزب بسيادة لبنان على كامل أراضيه، مؤكداً أنه لا يمكن قبول أي تقليص لشبر واحد من الأراضي اللبنانية تحت أي ذريعة أو ضغط خارجي. وأوضح أن الحزب يرى في استقلال لبنان عن أي وصاية خارجية ركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي، وتحصين البلاد من التبعية والهيمنة الأجنبية.
واختتم قاسم تصريحاته بالتأكيد على أن حزب الله سيواصل دوره كجزء من الدولة اللبنانية في مواجهة أي محاولات للتدخل الخارجي، مع الحفاظ على استقلال القرار الوطني وسيادة لبنان على كامل أراضيه، داعيًا الحكومة والمواطنين إلى التكاتف للحفاظ على حقوق البلاد ومصالحها العليا.