الشام الجديد

سوريا تستعد لتسليم الصين 400 مقاتل من أقلية الإيغور

الإثنين 17 نوفمبر 2025 - 05:25 م
مصطفى سيد
الأمصار

تستعد سوريا لتسليم عدد من مقاتلي أقلية الإيغور الصينية إلى بكين، وفق ما أكده مصدران لوكالات صحفية ودولية، وذلك بالتزامن مع أول زيارة يقوم بها وزير خارجية دمشق، أسعد الشيباني، إلى الصين.

وقال مصدر حكومي سوري إن ملف مقاتلي الإيغور سيكون من بين القضايا المطروحة على جدول أعمال الشيباني خلال زيارته لبكين، مضيفًا أن دمشق ستقوم بتسليم هؤلاء المقاتلين على دفعات بناءً على طلب الجانب الصيني.

من جهته، صرح مصدر دبلوماسي سوري، رفض الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس، بأن سوريا تعتزم تسليم حوالي 400 مقاتل من الإيغور، في خطوة تعتبر جزءًا من التعاون الثنائي بين دمشق وبكين في المجال الأمني والعسكري. ولم يُكشف بعد عن الجدول الزمني لتسليم هؤلاء المقاتلين أو عن التدابير المتخذة لضمان النقل الآمن لهم.

تأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه العلاقات السورية الصينية تعزيزًا ملحوظًا على مستوى التعاون السياسي والعسكري، في ظل سعي الحكومة السورية لتوطيد علاقاتها مع شركاء دوليين مؤثرين، خصوصًا بعد سنوات من الأزمة التي شهدتها البلاد. ويشير المراقبون إلى أن هذه التسليمات قد تحمل أبعادًا سياسية وأمنية مهمة، نظرًا لحساسية ملف الإيغور على المستوى الدولي، وتداعياته على العلاقات الإقليمية.

كما يعكس القرار السوري التزام دمشق بطلبات بكين، ويُعد مؤشرًا على العلاقة الوثيقة بين البلدين في مجالات متعددة، تشمل الأمن، والمعلومات، والتعاون العسكري، في إطار استراتيجيات مشتركة لمواجهة ما تعتبره كل من سوريا والصين تهديدات إرهابية أو تخريبية من بعض الجماعات المسلحة.

وفي الوقت نفسه، تأتي هذه التطورات في ظل زيارة وزير الخارجية السوري إلى الصين، والتي من المتوقع أن تشمل لقاءات موسعة مع المسؤولين الصينيين لمناقشة عدد من الملفات الثنائية، إلى جانب بحث سبل تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والأمني بين البلدين.

وتُعد قضية الإيغور من القضايا الحساسة عالميًا، حيث تتعلق بحقوق الإنسان ومكافحة التطرف، وهو ما يضع هذه التسليمات تحت رقابة واهتمام المجتمع الدولي، مع متابعة دقيقة من قبل المنظمات الحقوقية والدبلوماسيين.

بهذا، تؤكد سوريا أنها تسعى لتعزيز التعاون مع الصين، وأن ملف الإيغور يمثل محورًا هامًا في العلاقات الثنائية، في خطوة قد تؤثر على المواقف الدولية تجاه دمشق وتعكس قدرة الحكومة السورية على إدارة علاقاتها مع القوى الكبرى.