أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الاثنين، أهمية التوصل إلى تسوية شاملة للأزمة في السودان، مشدداً على ضرورة تهيئة الظروف لبدء عملية سياسية جامعة تضمن مشاركة كل الأطراف السودانية.
وأوضحت وزارة الخارجية المصرية في بيان أن عبد العاطي شدد، خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية السوداني محيي الدين سالم، على ثوابت الموقف المصري الداعم لوحدة السودان وسلامة أراضيه وصون مؤسساته الوطنية. كما أكد ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لدعم وقف شامل لإطلاق النار وتهيئة المناخ المناسب لإطلاق عملية سياسية تلبي تطلعات الشعب السوداني في الأمن والاستقرار والتنمية.
أشار عبد العاطي إلى أهمية التنفيذ الكامل لبيان الرباعية الدولية، التي تضم مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة، والدفع باتجاه وقف دائم وشامل لإطلاق النار بما يحافظ على وحدة الدولة السودانية ومؤسساتها الوطنية، وفق بيان الخارجية المصرية.
اندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل (نيسان) 2023 نتيجة صراع على السلطة خلال الفترة الانتقالية التي كان من المفترض أن تقود إلى انتخابات تؤسس لحكم مدني. وأسفر الصراع عن نزوح ملايين السودانيين، فيما يعاني أكثر من نصف السكان من الجوع والأمراض بسبب تدهور الأوضاع الإنسانية.
تسيطر قوات الدعم السريع حالياً على إقليم دارفور بالكامل في غرب السودان، بعد استحواذها مؤخراً على مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور عقب حصار دام 18 شهراً، بينما يحتفظ الجيش السوداني بسيطرته على النصف الشرقي من البلاد.
أصدر الجيش السوداني بيانًا تحذيريًا، اليوم الأحد، في اليوم العالمي لمكافحة الجريمة المنظمة، دعا فيه شركاء السودان الإقليميين والدوليين إلى تحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية تجاه ضبط تدفقات الأسلحة ومكافحة شبكات الجريمة المنظمة، مشيرًا إلى أن بعض هذه التدفقات مصدرها الإمارات العربية المتحدة.
وأكد البيان أن تهريب السلاح إلى المجموعات غير الشرعية لا يمثل مجرد خرق للقوانين الدولية، بل يشكل خطرًا كبيرًا على استقرار الدول ومسار التنمية، مشيرًا إلى أن السودان يواجه تأثير هذه التدفقات بشكل مباشر عبر شحنات أسلحة تُهرَّب عبر مناطق ودول محددة، والتي قال الجيش إنها مرسلة من أبوظبي.

وحذر الجيش السوداني من أن هذه التدفقات تهدد حياة المدنيين الأبرياء وتغذي الصراعات داخل المجتمعات المحلية، ما يؤدي إلى تمديد أمد الفوضى والحرب. وأوضح البيان أن تمويل الأنشطة الإرهابية والإجرامية يمثل تهديدًا مباشرًا لكل الجهات المسؤولة عن مكافحة الجرائم المنظمة، داعيًا إلى اتخاذ خطوات فاعلة لمنع تحويل الحدود والأسواق المحلية إلى مسرح لأنشطة هذه الشبكات.
وشدد البيان على ضرورة تجفيف منابع السلاح المتدفق إلى العصابات الإجرامية والإرهابية، مشيرًا إلى ما وصفها بـ"مليشيا أسرة دقلو"، ومكافحة تمويل الأنشطة المرتبطة بهذه الجرائم، عبر بناء تعاون إقليمي ودولي صارم يضع حدًا لهذه الظاهرة الخطيرة. وأوضح أن سلام السودان مرتبط بسلام محيطه، وأن أمن المنطقة يبدأ بوقف تدفق أدوات القتل والفوضى.