جيران العرب

أوكرانيا تسعى لاستئناف تبادل الأسرى مع روسيا للإفراج عن 1200 محتجز

الأحد 16 نوفمبر 2025 - 08:19 م
هايدي سيد
الأمصار

أعلنت أوكرانيا عن جهودها المكثفة لاستئناف عمليات تبادل الأسرى مع روسيا، في خطوة تهدف إلى الإفراج عن نحو 1200 مواطن أوكراني محتجز لدى الجانب الروسي، بعد سنوات من النزاع المسلح الذي بدأ منذ فبراير 2022. 

وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقطع فيديو نشر على منصة تليجرام أن بلاده تولي هذا الملف أهمية قصوى، مشدداً على أن العديد من الاجتماعات والمفاوضات والاتصالات مع الشركاء الدوليين تركز حالياً على استعادة الأسرى الأوكرانيين وضمان عودتهم إلى منازلهم بأمان.

وأشار زيلينسكي إلى أن الحكومة الأوكرانية تسعى إلى تسريع وتيرة هذه العمليات، بهدف منح المحتجزين فرصة الاحتفال بالعام الجديد وعيد الميلاد مع أسرهم، بعد فترات طويلة من الانفصال عن أحبائهم، وهو ما يعكس بعده الإنساني العميق في ظل استمرار الحرب على الأراضي الأوكرانية.

من جانبه، أوضح رستم أوميروف، رئيس مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، أنه أجرى مشاورات مكثفة في كل من تركيا والإمارات العربية المتحدة بدعم من شركاء كييف الدوليين، لتسهيل العودة إلى تنفيذ اتفاقات إسطنبول بوساطة تركية، والتي تم توقيعها عام 2022 لتنظيم تبادل منسق للأسرى بين روسيا وأوكرانيا. وقال أوميروف إن الأطراف المعنية اتفقت على استئناف التبادل وفق الأطر السابقة، مع التركيز على التفاصيل الإجرائية والتنظيمية لضمان سرعة التنفيذ وكفاءة العملية.

ويُعد اتفاق تبادل الأسرى في إسطنبول من أهم المبادرات التي تمكّن الطرفين من الإفراج عن آلاف المحتجزين منذ بداية الصراع، إلا أن وتيرة هذه العمليات تراجعت في بعض الفترات بسبب تصاعد القتال على جبهات القتال. ويشير المسؤول الأوكراني إلى أن المشاورات المقبلة ستحدد مواعيد وآليات محددة لتنفيذ التبادل بشكل متسق، بما يضمن حماية حقوق الأسرى وتحقيق أكبر استفادة إنسانية ممكنة.

حتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من الجانب الروسي على تصريحات أوكرانيا، فيما تواصل كييف العمل بالتعاون مع الوسطاء الدوليين لضمان نجاح العملية المقبلة. وتأتي هذه الخطوة في وقت حرج تشهده العلاقات بين البلدين، حيث يسعى المجتمع الدولي إلى التخفيف من معاناة المدنيين والأسرى نتيجة استمرار النزاع.

وتؤكد السلطات الأوكرانية أن استئناف تبادل الأسرى لن يكون مجرد عملية إنسانية، بل خطوة استراتيجية تهدف إلى تخفيف التوتر وإظهار التزام أوكرانيا بحقوق مواطنيها، كما يعكس تقديراً للبعد الإنساني للأزمة وتأثيراتها على الأسر والمجتمع الأوكراني بشكل عام. وأشارت كييف إلى أن العملية المقبلة ستكون الأكبر منذ توقيع اتفاقات إسطنبول، وقد تشمل تبادلاً واسع النطاق للأسرى، وهو ما يفتح أملًا حقيقيًا لمئات الأسر للقاء أحبائها بعد سنوات من الانفصال.